ابتلانا الله جميعا في الأيام الأخيرة بفئات ما كان لها أن تكون موجودة على الساحة الإعلامية لولا ظهورهم بالسوشيال ميديا، فتالله إن أولياء أمور وآباء يشتكون من الأفكار الضالة والشاذة التي باتت تؤثر في تربية أبنائهم، إلا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية.
اليوم ومع كل ما تقدمة وزارة التربية ووزارة التعليم العالي من علم يدرس في المدارس والجامعات ومع جميع التربويين ومشايخ الدين وكل ما يحرص عليه أولياء الأمور من تربية النشء على تقدير العلم والعمل والاجتهاد لبناء الأوطان وعلى التمسك بقواعد العقيدة الراسخة وكتاب الله وسنة نبيه والحرص على الرزق الحلال، تطل علينا واحدة من المشاهير التي لا عمل لها سوى الدعايات والتربح من هذه التجارة التي تعتمد على جعل النفس سلعة تسوق بين الناس حتى تروج الدعايات والسلع فأصبحوا اليوم يرجون أيضا الكفر والأفكار الضالة.
فتقول إحدى المشهورات إن أقوى سلطة في العالم هي سلطة المال وهذا نسف لكل الديانات السماوية التي تحرم على أي كان أن يتعالى على سلطة الله وقدرته، فوالله إن هناك أناسا يملكون أعلى سلطة وهي لا تملك المال، ومن مكنها من هذه السلطة هو الله عز وجل لأنهم يتوكلون عليه ويطيعون أوامر الرب التي ذكرت في كتابه الكريم.
فسبحان الذي قال في فاتحة سورة الكهف: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)، وماذا تعني هذه الآية التي هي في بداية سورة الكهف أن الثناء لله عز وجل الذي أنزل آيات بينات من قوله الحق لتعصم الإنسان عن الاعوجاج والأفكار الضالة والكفر.
والحمد لله الذي لا يوجد شيء في مخيلة الإنسان ولا فيما يدور في خاطره إلا وله رد في كتاب الله عز وجل وهذا لمن يفهم كلام الله المكتوب بلسان عربي مبين إلا أن المشكلة أن هناك من يقرأ ولا يفهم والمصيبة من يقرأ ويفهم ويكابر على قدرة الله عز وجل.
اليوم المتباهون بأموالهم التي حصلوا عليها دون علم ومعرفة فهي رزق أتاهم من أين؟ من الله، من حصل عليها كما هو حال مارك زوكربيرغ الذي حصد ثروة طائلة من اختراعاته وعلمه فهذا مبارك من الرب ومن حصل عليه من تسويق نفسه وعرض مفاتن جسده فهذه فتنة من الرب مال به شُبهة نسأل الله العافية من مثل هذه الأموال الملطخة بالخطيئة.
ولكن من يتعالى على قدرة الله ويقول إن أعلى سلطة في العالم هي سلطة المال ويحرض الأجيال على عبادة المال وليس عبادة الله عز وجل لنا رد عليه من القرآن الكريم في أواخر سورة القصص حين خسف الله بقارون حين تباهى بأمواله وقال إنما أوتيته على علم عندي، فما كان جواب الله عز وجل (فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحيوة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قرون إنه لذو حظ عظيم (79) وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقّاها إلا الصابرون (80) فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين (81) وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكفرون).