المشهد المؤلم للجلسة البرلمانية الأولى لمجلس كل الأمة لا تبعث على التفاؤل للمراقب لأوضاعنا السياسية، والحصيلة الديموقراطية منذ ولادتها في ستينيات القرن الماضي وتطبيق بنودها للكرامة والاحترام والتفاهم دون التناحر للرأي والرأي الآخر لتيسير أمورنا دون تعسيرها، وفق الهدي الإلهي الرباني بكتابه الحكيم بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (فقولا له قولا لينا) صدق الله العظيم، أي بتوصية نبي الله موسى، عليه السلام لمخاطبة فرعون مصر وحاكمها باللين ليكون قراره إيجابيا مع كلمات النبي المرسل وكسب جولته.
وهكذا كان تدرج الأحوال بالمنهج الرباني العظيم، غاب كل ذلك عن أبناء الوطن الواحد بالذات حزمة ما تعارف عليه الشارع السياسي «بالمعارضة» وتمت التصويتات بكل يسر ورزانة، والجانب الآخر عالية الصوت «بمهانة للأسف تركت ذيولها للجيل الشبابي الحزين، وكبار السن للجنسين حسرة وخسارة، بلغت هاجسا» لا نرغب معه بديموقراطية غوغاء بلا عائد ملموس للوطن أو مواطنيه، كما أراد راعي الدستور وقادة الدولة وشعبها الوفي لها كما كانت يوما ما ديموقراطية تبني أجيالا قدوة لمن بعدهم، «ارفع رأسك أنت كويتي أصلا وهوية خادما للديموقراطية وهي تبادلك مشاعرها»، كما جاءت نصوصها بلا تفريط ولا تحريف لقواعدها!
وللإحاطة لنوابنا الكرام وحكومتنا الرشيدة، شعبكم الوفي يرصد كل ما يتم ويحاسب في الوقت المناسب! لكن الأشرار يتربصون بمنظار يختلف في رؤيته عن منظاركم لبلوغ مأربهم بغفلة خلافاتكم! والزمن لا يرحم صغيرا ولا كبيرا، غنيكم ومثله فقير، الكل منهم سواء عند الساعة الحاسمة، بتوقيتهم، لفرض أمرهم الواقع ما بين نسيجهم لبلوغ مطالبهم، وأنتم في عالم الغفلة راقدون، لا سمح الله يومها!
لذلك عقلاء الديرة يطمعون بما لديكم من خبرة ودراية لمراعاة أعوام الشدة والرخاء، بتقريب وجهات النظر بين الطرفين من منظار الحنكة والحكمة لاستقرار البلاد وراحة العباد «لا أكثر ولا أثقل ولا أقل مما ترجاه الأجداد والآباء والجيل الجديد من ولادة دولة العدل والإنجاز المطلوب»، أنتم قدها اليوم ودوم طالت أعماركم، بتميز أشمل وأكمل.