حذر الكرملين امس من فرض عقوبات أميركية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال شنت روسيا هجوما على أوكرانيا، معتبرا ان ذلك سيكون «تجاوزا للحدود»، غداة تقديم أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح قانون ينص على ذلك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن فرض «عقوبات على رئيس دولة سيكون إجراء يتجاوز الحدود وبمثابة قطع للعلاقات» بين البلدين، مشيرا إلى أن اقتراح قانون الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي «لا يسهل قيام جو بناء للمحادثات» الجارية بين روسيا والقوى الغربية.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية جرت وفقا لما توقعت بلاده.
وأضاف لافروف، في تصريحات صحافية امس، «أن الغرب، خلال المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، أثبت سعيه للهيمنة في العالم»، وتابع «أن آفاق استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة تعتمد على كيفية إدراك واشنطن وبروكسل لمقترحات روسيا الأمنية، بما في ذلك عدم توسيع حلف شمال الأطلسي».
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن لافروف قوله امس إن موسكو ليست مستعدة حتى لمناقشة المطالب الأميركية «غير المقبولة» بعودة قواتها الموجودة على أراضيها إلى ثكناتها.
إلى ذلك، عقد المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا جلسة محادثات أمس في فيينا في إطار جولة الحوار الديبلوماسي الثالثة والأخيرة، بعد جنيف وبروكسل، لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا، مؤكدا الضرورة الملحة لاستئناف الحوار حول أمن أوروبا، في وقت أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده لا ترى سببا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية «في الأيام المقبلة» بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد في مستهل اجتماع المجلس الدائم، «إن الوضع في المنطقة خطير. من الضروري إيجاد وسيلة، من خلال القنوات الديبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون»، مشددة على «الحاجة الملحة» للحوار. ولفتت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «هي مكان فريد للقيام بذلك»، مضيفة «لكل دولة من الـ 57 عضوا مقعد حول الطاولة».
وأعربت پولندا التي تسلمت من السويد الرئاسة السنوية الرسمية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن قلقها تجاه دول أخرى في أوروبا الشرقية خضعت سابقا لسلطة موسكو.
وقال وزير الخارجية الپولندي زبيغنيو راو «يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يكن أبدا عاليا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة»، مضيفا «إنه تحد كبير للمنظمة التي تهدف على وجه التحديد إلى حظر الحرب من أوروبا».
واعتبر المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل امس، أن تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تعتبر «جزءا من الضغط» الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن «من غير الوارد التفاوض تحت الضغط» بشأن أوكرانيا.