قال الخبير الفلكي عادل المرزوق إن سكان المناطق الساحلية وبصورة أدق المناطق الجنوبية عانوا من وجود ضباب كثيف (مريخ) كما يسمى باللهجة المحلية منذ بعد منتصف ليلة الأربعاء.
وأضاف المرزوق: تشكل هذا الضباب (المريخ) نتيجة هبوب الرياح الجنوبية الشرقية (الكوس المطلعي) المحملة ببخار الماء والتي منشؤها وسط الخليج العربي الدافئة والذي يسمى (نسيم) البحر الدافئ الذي يهب من وسط الخليج العربي يلتقي في المناطق الساحلية والمناطق القريبة منها بتيار أو (نسيم) البر البارد نسبيا غيوما منخفضة جدا وملامسة لسطح الأرض ودافئة نسبيا وغير مطيرة حجبت الرؤية خلال ساعات الفجر وساعات الصباح الأولى ولكن مع ارتفاع الشمس في السماء وما تشكله من دفء بعد شروقها يبدأ هذا الضباب (المريخ) في التلاشي وينتهي مع ساعات الظهر وهناك احتمال عودة الضباب في صباح اليوم الجمعة وخلال الأيام القادمة.
وأوضح أن رياح الكوس قد تعطي فرصة لتكون طقس بين الغائم كليا إلى الغائم جزئيا ويعطي فرصة ضئيلة جدا لسقوط أمطار رعدية متفرقة يكون أغلب سقوطها على المناطق الغربية وكذلك في المناطق الجنوبية من البلاد وهناك احتمال أن تستمر رياح الكوس هذه حتى صباح الاثنين حيث يتغير اتجاه الرياح من رياح جنوبية شرقية الى رياح شمالية إلى شمالية غربية تؤدي الى طقس بارد نتخفض فيه الحرارة وتكون في النهار بين (13-15) درجة مئوية وتكون الحرارة في الليل بين (6-9) درجة مئوية واحتمال أن يستمر هذا الطقس البارد حتى الاثنين 22 يناير من الشهر الجاري.
وأشار المرزوق إلى دخول فترة برد البطين في هذه الأيام حيث يبدأ عادة في منتصف يناير وتحديدا يوم 15 منه وتسمى هذه الفترة أيضا بفترة برد بالشبط ومعروف عنها أنها اشد أيام السنة برودة أو انخفاضا في درجات الحرارة وتستمر فترة برد البطين مدة (52) يوما.
وتابع: ينتهي برد البطين في 7 مارس من كل عام وتدخل ضمن هذه الفترة عدة فترات من البرد وأولها فتره قصيرة ومدتها ثمانية أيام تسمى عند أهل الكويت وأهل الخليج «تشار وتشار» وهي اشد أيام السنة برودة تبدأ من 24 يناير وتنتهي 31 منه وسبق لنا أن ذكرنا في مقالات سابقة معنى كلمة «تشار وتشار» فهذه هي عبارة عن كلمتين دخلتا مصطلح اللهجة الكويتية قديما وقد جاءت هاتان الكلمتان من اللغة (الأوردو) الهندية وأيضا جاءت من اللغة الفارسية لأن هاتين اللغتين تستخدمان نفس الكلمة وهي تعني رقم (أربعة) في (تشار وتشار) تعني أربعة وأربعة تعني آخر أربعة أيام من نوء النعايم وأول أربعة أيام من نوء البلدة الذي يبدأ 28 يناير من كل عام، أيضا تستخدم كلمة (تشار وتشار) في حساب النيروز أو الحساب البحري أو حساب الدرور كما يسمى محليا فإنها تأخذ آخر أربعة أيام من (در السبعين وتسمى أيضا تشار) كذلك أول أربعة أيام من (در الثمانين والتي تسمى تشار)، وعلى هذا الأساس سميت (تشار وتشار) وهو معروف عند أهل البحر على نطاق واسع ويستخدم في تقويمهم اليومي.
وزاد الخبير الفلكي عادل المرزوق: كما يطلق على هذه الفترة أيضا اسم فترة برد (الأزيرق) وتستخدم هذه الكلمة عند البعض داخل الديرة وكذلك أهل البادية وخاصة على وجه التحديد بدو شمال الجزيرة العربية وبدو العراق والشام.
كما يستخدم مصطلح (برد الأزيرق) عند سكان الأهوار في وسط وجنوب العراق حيث يقولون بوصف شدة البرد في هذه الفترة إن (في الأزيرق الجاموسة تظهر من الشط) أي ان الجاموسة في هذه الفترة (فترة الأزيرق) تترك ماء النهر من شدة البرودة.
وأضاف: هناك فتره برد تدخل ضمن فترة برد وهي البطين تسمى برد العقارب مشابهة لها من حيث البرودة وانخفاض درجات الحرارة وهي مكونة من ثلاث فترات أو كما تسمى عند عامة الناس ثلاث عقارب وكل فترة أو عقرب مدتها (9) أيام تقريبا وهي تبدأ من يوم 10 فبراير وتنتهي يوم 7 مارس ومجموع أيام فترة العقارب هي (26) يوما وتقسم فترة برد العقارب إلى ثلاث عقارب هي كما يلي:
1 - عقرب السم وهي أولى العقارب وتبدأ يوم 10 فبراير وتنتهي يوم 18فبراير (وبرودة هذه الفترة كالسم القاتل).
2 - عقرب الدم وتبدأ يوم 19فبراير وتنتهي يوم 27 فبراير (تخف في هذه الفترة حدة البرد).
3 - عقرب الدسم وهي آخر العقارب تبدأ يوم 28 فبراير وتنتهي يوم 7 فبراير (يبدأ الربيع في هذه الفترة)
وتابع: معدل درجات الحرارة طوال فترة برد البطين تتراوح بين (8) درجات مئوية في حدها الأدنى و(18) درجة مئوية في حدها الأعلى وتبلغ مدة فترة البطين نحو 52 يوما يقسم فيها برد البطين إلى (4) فترات أو أنواء وسوف نشير هنا إلى أول نوء في برد البطين وهو نوء النعايم وسوف نتكلم عن بقية الأنواء في فترة قادمة إن شاء الله.
وأوضح أن نوء النعايم عبارة عن مجموعة من النجوم تتكون من 8 نجمات في برج القوس وتبعد عن الأرض بنحو 220 سنة ضوئية وتشرق في الفجر قبيل شروق الشمس في يوم 15 يناير ويتكون هذا النوء من مجموعتين من النجوم المجموعة اليمنى وتسمى النعايم الواردة والمجموعة اليسرى وتسمى النعايم الصادرة ويسمى هذا النوء باللغة الإنجليزية Nunki كما يسمى هذا النوء (الشبط) ومع بدايته يبدأ برد البطين.
ولكن في أواخر هذه النوء وتحديدا في يوم يناير تدخل الفترة التي تعرف في (برد الأزيرق أو برد التشار والتشار) والتي تكلمنا عنها في الأسطر السابقة كما يقال عن هذا النوء المثل التالي (بالنعايم يوقظ البرد العجوز النايم) أي ان البرودة الشديدة في هذا النوء لا تمكن الرجل العجوز من النوم براحة في ليالي هذه الفترة من شدة البرودة التي يحس بها الرجل العجوز بسبب الضعف والشيخوخة كما يلاحظ أيضا وجود الصقيع على الأرض الذي يتلف المحاصيل الزراعية ويسبب الضرر للمزارعين حيث ان متوسط درجات الحرارة في هذا النوء تتراوح ما بين (18) درجة مئوية في حدها الأعلى و(8) درجات مئوية في حدها الأدنى.
فهذه الدرجات تعتبر درجات منخفضة وباردة في المقاييس العامة في جو المنطقة التي هي من المناطق الصحراوية الحارة.