- أحمد دشتي: صناعة الكليبات لم تمُت
- ربيع الصيداوي: الكليبات توقفت لغياب الرؤية الفنية
- حمد الخضر: هناك أغنيات مصورة تسيء للأغنية
- مشاري العوضي: لم ينتهِ.. ولكن أصبحت هناك بدائل
تحقيق - سماح جمال
قبل سنوات معدودة كان تواجد الأغنيات المصورة أو ما اعتدنا تسميته بالفيديو كليب جزءا لا يتجزأ من صناعة الأغنية، وقامت عليه المحطات الفضائية التي تخصصت في صناعته وتقديمه، وكان يعتبر جزءا من صورة ونجومية الفنان، فكلما ارتفعت تكلفته وزادت مواقع تصويره بين القارات المختلفة تأكدت نجومية الفنان، لكن مع دخولنا عصر الوسائط هل مازالت الأغنيات المصورة لها جدوى مقارنة بتكلفتها المادية، وهل مواكبة بعض الفنانين الكبار لظاهرة الكليبات التي تعتمد على تحريك الصور فقط مسايرة منهم لمستجدات العصر أم انها تعد بمنزلة التقليل من مكانتهم الفنية وتاريخهم الذي شهد على تصوير أغنيات بآلاف الدولارات في حينها. «الأنباء» سألت صناع الأغنية والكليبات عن رؤيتهم لهذه الأمر، وفيما يلي التفاصيل:
تطور مفترض
المخرج أحمد دشتي قال: لا توجد نهاية لأي أعمال فنية، لكن يوجد تطور مفترض أن يواكب فكر الأجيال الجديدة المتابعة، سواء من خلال الكليبات الغنائية المصورة أو غيرها من الفنون. وصناعة الكليبات لم تمت، لكن كثرتها بالفترة الأخيرة أجبرت بعض المخرجين على تقديم رؤية جديدة للأعمال المستقبلية.
وأكمل قائلا: منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نلاحظ أن الأفكار تشابهت بشكل كبير، وهذا ما يؤثر على انحسار الاهتمام بمتابعتها. لكن باستحداث أفكار جديدة، وغير مألوفة، وتطويعها للعرض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام التكنولوجيا والغرافيكس مثلا يمكن أن يؤدي الغرض.
وعما إذا كانت ميزانيات الكليبات لاتزال تلعب دورا كدلالة على مكانة الفنان، قال دشتي: هي نسبية وأعتقد أن بعضها مبالغ فيه بشكل كبير. الفكرة بالنسبة لي هي التي تحدد المبلغ المخصص للكليب وليس اسم الفنان. ولهذا فنحن بحاجة لمختصين في مختلف المجالات، لكن لنركز على ما يمكن تقديمه بصورة مميزة. فهناك كم كبير من الأعمال الناجحة نفذت بميزانيات بسيطة. وعن رأيه في الحرص المستمر لبعض نجوم الصف الأول على استمرار تقديم كليباتهم، قال: النجوم الكبار مستمرون في تقديم بعض الأغنيات المصورة، وهذا ما يثبت أهميتها في الانتشار، خصوصا مع التطور التكنولوجي وظهور وسائل العرض المطورة وانتشارها بشكل كبير، إضافة إلى ان المهرجانات المختلفة وحاجتها لعرض الفيديوهات المميزة يسهمان بالنجاح. لكن يبقى الدور على الفنانين الجدد في تحديد طريقة ظهورهم للجمهور وقيادة الفكر الجديد.
توقفت نوعاً ما
من ناحيته، تحدث الموزع الموسيقي ربيع الصيداوي فقال: الكليبات توقفت نوعا ما لغياب الرؤية الفنية الواضحة لوجودها على المنصات الاعتيادية أو العالمية، فاليوم يمكن تنفيذها بطريقة بسيطة لا تحتاج أكثر من صور متحركة متماشية مع أجواء الأغنية وبتكلفة أقل بكثير من تكلفة الكليبات المصورة التقليدية، لأن الهدف اليوم من تصوير الأغنيات هو تواجدها عبر منصات التواصل الاجتماعي لجذب أكبر شريحة ممكنة لهذه الأغنية. وتابع الصيداوي: للأسف أغلب ما نراه اليوم في الأغنيات المصورة هو 3 راقصين يكررون نفس الحركات تقريبا برؤية بصرية متشابهة ويعتبرونها كليبا مصورا، وخاصة أن العائد المادي من وراء عرض الكليبات المصورة اليوم لا يمكن مقارنته مع الكليبات التي كانت تقدم في الماضي، وإذا كان لصناعة الفيديو كليبات أمل في الاستمرار فيجب أن تكون من خلال رؤية واضحة ومواكبة لمتطلبات العصر وذائقة المتلقي، وتصبح صناعته كجزء من مواقع التواصل الاجتماعي وليس لمجرد عرضها من خلال المنصات الالكترونية.
تأخذ من نجاحها
أما الملحن حمد الخضر، فقال: وجود الفيديو كليب ضروري للأغنية إذا كان بالطريقة الصحيحة وتخدم الأغنية، لأنه في بعض الأحيان هناك أغنيات مصورة تسيء للأغنية وتأخذ من نجاحها إذا كانت طريقة التصوير غير مدروسة ومتماشية مع طبيعة الأغنية.
ونفى الخضر أن تكون عملية تصوير الأغنية شرطا من شروط المطروحة لتعاون مع الفنانين، وقال: تكلفة التسجيل اليوم باتت مرتفعة وقد تتجاوز التسعة ألف دينار كويتي إذا كنا نتحدث عن التسجيل فقط، وبالتالي فتكلفة التصوير ستكون مرتفعة، لذا يترك عملية تصويرها إلى الفنان وميزانيته الخاصة أو لشركة الإنتاج التي تتولى أعماله.
وعما إذا كانت ظاهرة الكليبات المعتمدة على الصور المتحركة تتناسب مع الفنانين الكبار، أم انه من الأفضل لهم الاستمرار في تقديم الأغنيات المصورة التقليدية، قال: أعتقد أن الفنانين الكبار يتناسب معهم طريقة الكليبات المصورة والتي اعتاد جمهورهم مشاهدتهم فيها، وبالتأكيد يجب أن تكون الكليبات التي يقدمونها بصورة معاصرة تتناسب مع طبيعة العصر وذائقة الجيل الجديد.
هناك بدائل
أما الفنان مشاري العوضي فقال: لم ينته عصر الفيديو كليب لكن أصبحت هناك بدائل في طريقة طرح الأغنية المصورة عن طريق المزج بين الصور وكلمات الأغنية في شكل متحرك وجميل، وبتكلفة أقل بكثير إذا ما قارنها بأسعار الكليبات المصورة التقليدية.
وتابع العوضي قائلا: لكن مع ذلك يبقى الفيديو كليب أكثر انتشارا خصوصا في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، وعموما الجمهور تتفاوت ذائقته وتوجهاته سواء كان في نوعية الأغاني أو الكليبات، ولهذا فالتجديد المستمر في طريقة طرح الأغاني والكليبات ضرورة حتى لا يمل الجمهور.
وإذا كان هناك ارتباط بين جمالية الكليب وانتشاره مع تكلفته المادية٬ قال: جمالية الفيديو كليب لا تكمن في تكلفته بل بالفكرة وطريقة التصوير الأغنية نفسها، حتى لو تم تصوير الفيديو كليب عن طريق الموبايل، فإذا كانت الفكرة جميلة فسوف يتقبلها الجمهور ويمكن ان تنجح وتحقق أرقام مشاهدة عالية.