تصاعدت المخاوف الغربية من احتمال اجتياح روسيا لأوكرانيا بعد نشرها عشرات آلاف الجنود عند الحدود، إلى درجة دفعت مسؤولا بريطانيا الى توقع وقوعها خلال أسابيع.
فقد رجح وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي أمس وقوع «الصراع المحتمل» بين روسيا وأوكرانيا خلال بضعة أسابيع.
وقال هيبي في تصريح صحافي إنه «في حال نشوب هذه الحرب فإنها ستؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف»، مؤكدا ان «القوات المسلحة البريطانية لن تدخل في اي مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الروسية».
وأضاف «اننا نقف على اعتاب اول صراع مباشر بين جيشين متطورين في حرب لم تشهدها القارة الاوروبية من عقود»، مشددا على ضرورة ان يدرك الروس «ان آلافا سيموتون.. إذ لا يمكن أن تكون هناك حرب دون دماء».
وأكد هيبي ان «أوكرانيا حليف مهم والعالم لن يقف مكتوف الأيدي أو يستطيع تجاهل هذا الأمر»، لافتا الى أن أوكرانيا مستعدة للدفاع عن كل شبر من أراضيها.
وكان وزير الدفاع البريطاني بان والاس قد أكد في وقت سابق ان بلاده ستواصل تزويد كييف بما وصفها بـ«اسلحة مدرعة خفيفة» وتدريب قواتها في ظل التهديدات الروسية المتزايدة عبر حدودها الشرقية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن التوصل لحل ديبلوماسي للأزمة مع روسيا هو بين أيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في بداية جولته الأوروبية التي تستمر ثلاثة أيام، للضغط على الكرملين لتخفيف التوترات مع الغرب.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن بلينكن القول في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف امس «لقد أعلنا تفضيلا واضحا للتوصل لحل ديبلوماسي للصراع والحد من تصعيد التوترات».
وأضاف «في الوقت ذاته، لقد أوضحنا لموسكو أنه في حال اختارت تجديد العدوان على أوكرانيا، سوف تواجه تداعيات خطيرة».
وأشار بلينكن إلى أن روسيا لن تنجح في كسر وحدة الحلفاء الغربيين، في الوقت الذي تحشد فيه أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وقال بلينكن «أتمنى بشدة أن نستطيع الحفاظ على مسار ديبلوماسي وسلمي، ولكن في النهاية هذا قرار الرئيس الروسي بوتين».
وأضاف وزير الخارجية الأميركي «نعرف بوجود خطط لزيادة هذه القوة أكثر ضمن مهلة قصيرة للغاية ويعطي ذلك الرئيس بوتين القدرة، أيضا ضمن مهلة قصيرة للغاية، على القيام بخطوات عدائية أكثر تجاه أوكرانيا». وأكد في الوقت ذاته «آمل بشدة أن نتمكن من إبقاء (الوضع) على مسار ديبلوماسي وسلمي، لكن في النهاية، سيعود القرار في ذلك إلى الرئيس بوتين».
من جانيه، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة على «الدعم والمساعدة العسكرية لأوكرانيا ولزيادة هذه المساعدة، خاصة في ظل هذه الفترة العصيبة».
في غضون ذلك، أكد مسؤول أميركي رفيع أن إدارة الرئيس جو بايدن «وافقت الشهر الماضي على تخصيص 200 مليون دولار مساعدات دفاعية أمنية إضافية لشركائنا الأوكرانيين».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «كما قلنا في السابق، نحن ملتزمون بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وسنواصل تقديم الدعم الذي تحتاج إليه البلاد».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد امس أن الأوروبيين بحاجة إلى تأسيس «نظام جديد للأمن والاستقرار» يستدعي عملية «إعادة تسلح استراتيجية» و«محادثات صريحة» مع روسيا.
وقال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ «نحتاج إلى تأسيسه بين الأوروبيين ومشاركته مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) واقتراحه للتفاوض عليه مع روسيا».
وأضاف ماكرون الذي عرض على النواب الأوروبيين أولويات فرنسا خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الستة المقبلة أن «أمن قارتنا يتطلب إعادة تسلح استراتيجية لأوروبا كقوة سلام وتوازن وخصوصا في الحوار مع روسيا».
وعن الحوار مع روسيا، قال ماكرون «أدافع عنه منذ سنوات عدة،» وذلك في أوج التوتر بين روسيا والغرب.
وقال ماكرون «ما نحتاج إلى بنائه هو نظام أوروبي يرتكز على المبادئ والقواعد التي عمدنا اليها وطبقناها ليس ضد روسيا أو من دونها، ولكن مع روسيا قبل 30 عاما».
وعدد بين هذه المبادئ «رفض استخدام القوة والتهديد والإكراه وحرية اختيار الدول للمشاركة في المنظمات والتحالفات والترتيبات الأمنية التي تختارها وحرمة حدود الدول وسلامة أراضيها ورفض دوائر النفوذ».
وتابع الرئيس الفرنسي «سنواصل مع ألمانيا في إطار صيغة نورماندي (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا) البحث عن حل سياسي للنزاع في أوكرانيا الذي لايزال مصدر التوترات الحالية».