اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بالوقوف وراء مئات الانذارات الكاذبة بوجود قنابل "لبث الذعر" في البلاد وسط مخاوف دولية من غزو روسي.
وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية في بيان إن "هدف الأجهزة الخاصة للدولة المعتدية واضح: زيادة الضغط على أوكرانيا وإشاعة القلق والذعر في المجتمع".
ومنذ بداية العام الجاري تم تسجيل أكثر من 300 انذار بوجود قنابل جميعها كاذبة في أوكرانيا مقابل 1100 في العام السابق، وفقًا لهذا المصدر.
وبحسب جهاز الأمن الاوكراني، يعد هذا النوع من العمليات جزءًا من استراتيجية "الحرب الهجينة الحديثة" ضد أوكرانيا.
وقالت الشرطة الوطنية في بيان إن جميع هذه الانذارات تقريبًا تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني وجاءت من مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أو من روسيا.
واستهدفت الانذارات المدارس على وجه الخصوص - لا سيما في كييف- وكذلك محطات المترو ومراكز التسوق والمطارات وحتى الرئاسة.
وتأتي هذه الحوادث في وقت وصلت التوترات مع موسكو إلى ذروتها، مع اتهام روسيا بحشد آلاف القوات على الحدود استعدادًا لشن هجوم.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مؤخرا روسيا بالسعي لزعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل.
وأضاف أن "روسيا لا تهددنا بأسلحتها فحسب ولكنها في الوقت نفسه تزيد من حالة الذعر وتحاول عبرها تقويض المجتمع والاقتصاد في أوكرانيا لإضعاف البلد من الداخل"، داعيا مواطنيه الى التزام الهدوء.
من جهتها، وعدت روسيا بـ"أخطر العواقب" إذا تجاهلت الولايات المتحدة "مخاوفها المشروعة" بشأن تعزيز الوجود العسكري الأميركي والأطلسي في أوكرانيا وعلى حدودها.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان بعد المحادثات التي جرت بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف، أنه "يمكن تفادي ذلك إذا استجابت واشنطن" لمطالب موسكو الأمنية، مبدية "الأمل بتلقي رد خطي من الولايات المتحدة عليها بندا بندا الأسبوع المقبل".
وأوضحت الوزارة أنه تم إبلاغ هذا الموقف إلى بلينكن خلال محادثاته مع لافروف الجمعة في جنيف.
وجاء في البيان "أبلغ أنتوني بلينكن بوضوح بأن الاستمرار في تجاهل مخاوف روسيا المشروعة المرتبطة بشكل أساسي بالاستغلال العسكري الذي تقوم به حاليا الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الأطلسي لأراضي أوكرانيا، في سياق انتشار واسع النطاق لقوات ووسائل أطلسية قرب حدودنا، ستكون له أخطر العواقب".
كما شددت روسيا خلال اللقاء على ضرورة "قيام حوار مباشر" بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث يستمر نزاع منذ 2014 أوقع أكثر من 13 ألف قتيل.
وذكرت موسكو أن بلينكن ولافروف اعتبرا أن العلاقات الروسية الأميركية "في وضع غير مرض" واتفقا على الاستمرار في "تطبيع عمل" بعثتي البلدين الديبلوماسيتين بعدما عرقلتها عمليات طرد ديبلوماسيين متبادلة ومشكلات تأشيرات دخول.
وأضافت الخارجية: "روسيا تؤيد استئناف وجود ديبلوماسي كامل على أساس متبادل"، مطالبة في الوقت نفسه بـ"إعادة الأملاك الديبلوماسية الروسية التي صادرتها السلطات الأميركية سريعا".