صناعة التفاهة هي أكثر ما يُميِّز منصة «تيك توك» المرعبة في مصر، فبدلاً من استخدام الموقع فيما يفيد تحوَّل إلى «سوق مفتوح» ومثال صارخ للمحتوى السيئ، وقبل أن نتحدث عن سبيل المواجهة في مصر، دعونا نعرف ماذا حدث مع «تيك توك» خارج مصر.
الهند حظرت التطبيق.. ومع ذلك كانت تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد مرات تحميله على هواتف الهنود (41.7 مليونا) وتجيء الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بـ (16.0 مليون) عملية تحميل، رغم هجوم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المباشر على التطبيق واعتباره «تهديدا للأمن القومي الأمريكي»، ما دفع رئيس شركة «تيك توك»، في الولايات المتحدة كيفين ماير إلى الاستقالة، ودفع ترامب وقتها إلى إصدار قرار تنفيذي يلزم الشركة المالكة ببيع نشاطها في أمريكا خلال 90 يوماً أو تواجه الإغلاق النهائي. (ملحوظة: أسباب ترامب كانت سياسية - تجارية وليست أخلاقية).
.. وفي مصر ووفقاً لما نشره موقع (STATISTA) المتخصص في إحصائيات التطبيقات، فإن المصريين احتلوا المرتبة الـ 11 على مستوى العالم في تحميل تطبيق (Tik Tok) بأكثر من 2.5 مليون عملية تحميل، وتتواصل زيادة الأعداد لأسباب رصدها المتابعون بأنها تعود للسهولة الشديدة في تحميل وبث مقاطع الفيديو، وعدم وجود أي رقابة سواء ذاتية من إدارة الموقع كما يحدث مع فيس بوك وتويتر، أو من الدولة وأجهزتها إلا عند تقديم بلاغ رسمي للنيابة، والسبب الأهم هو القناعة بإمكانية تحويل حساب المشترك إلى «مورد رزق» عبر المكافآت المالية التي يوفرها التطبيق كلما زاد عدد المتابعين وزادت مشاهدات مقاطع الفيديو، إضافة إلى الشهرة التي يعتقد الـ «تيكتوكيون» أنهم يحققونها.. حتى لو كانت شهرة سلبية توصمهم بأقذع الصفات!
ويبدو أن محاولات حجب الموقع - وأنا شخصياً ضد مبدأ الحجب والمنع - قد باءت بالفشل بعد رفض محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة دعوى المنع، وعدم الاستجابة لفتوى دار الإفتاء المصرية عبر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة في أكتوبر الماضي بتحذير الأسر من استخدام أبنائهم لتطبيق «تيك توك» بسبب احتوائه على فيديوهات لعمليات إرهابية ودماء وجثث وترويج للفكر الإرهابي، فإن الحل المتبقي لنا يكون بإطلاق الدولة لمشروع ثقافي متكامل يعيد ترسيخ المبادئ ونشر القيم وإغلاق أبواب «التفاهة» لمواجهة ما يتعرض له شعبنا وشبابنا خصوصاً من حملات نفسية وتكنولوجية تعلي القيم المادية والشهرة على حساب كل ما هو «إنساني»..
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]