عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي).
يوضح لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان من حسن إسلام المرء أن يبتعد عما لا يعنيه وأن يترك ما لا علاقة له به وأن يعتدل في أموره كلها ولا يكون ثرثارا في الحديث ولا يتدخل بين اثنين يتناجيان.
وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث عن محاولات التطفل والفضول في أحاديث الناس الخاصة، وقد مدح رب العزة سبحانه عباده الذين يبتعدون عن هذه الصفة المذمومة بقوله: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما... إلى قوله: (وإذا مروا باللغو مروا كراما)، وليعلم الجميع ان كل كلمة يتفوه بها الإنساين محاسب عليها قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وليس معنى ترك المسلم ما لا يعنيه أنه لا يهتم إلا بأموره الخاصة ومصالحه فحسب ولكن إذا رأى مصلحة عاما او إنسانا يحتاج الى توجيه ونصح فعليه بالنصح والإرشاد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».