بيروت - خلدون قواص
زار مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قبل ظهر امس في السراي الحكومي وعقدا خلوة تناولت الشؤون الوطنية الراهنة. وانضم الى جانب من الاجتماع وزير الصحة العامة فراس أبيض.
في خلال اللقاء رحب الرئيس ميقاتي بصاحب السماحة المفتي دريان وقال «إننا نقدر لسماحته حكمته والمواقف الوطنية التي يعبر عنها، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة وبالدور الجامع الذي تمثله دار الفتوى».
وقال «إن التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان واللبنانيين تتطلب اولا وحدة الصف الوطني بين جميع المكونات اللبنانية ووحدة الصف الاسلامي، ونحن نعول على حكمة سماحته وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل».
من جهته، ثمن مفتي الجمهورية عاليا الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء في شتى المجالات، «لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث يقارب الرئيس ميقاتي المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء».
وأكد ان دار الفتوى هي حاضنة لجميع اللبنانيين وتشكل رمز الاعتدال والانفتاح على كل المكونات اللبنانية.
وتم التطرق خلال اللقاء الى المواضيع الراهنة، فاطلع رئيس مجلس الوزراء سماحته على الجهود التي تبذل لتوطيد علاقات لبنان مع الاشقاء العرب، وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الاطار كان تشديد مشترك على أهمية ان يكون الرد الرسمي اللبناني على الأفكار الخليجية إيجابيا بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه العربي.
وبعد انتهاء الاجتماع مع سماحة المفتي دريان وردا على سؤال أحد الصحافيين، أجاب الرئيس ميقاتي: صحيح أن الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتما لن ندعو الى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 مايو المقبل.
وأدى الرئيس ميقاتي والمفتي دريان صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت.
وشارك في الصلاة أيضا الرئيس فؤاد السنيورة، ووزير الصحة د. فراس الابيض والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ورئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ محمد عساف ولفيف من العلماء والمصلين.
وألقى شيخ قراء بيروت إمام المسجد الشيخ محمود عكاوي خطبة الجمعة، وركز فيها على أهمية التعاون ووحدة الصف الاسلامي والعمل معا لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن. وشدد على أهمية دور رئاسة الحكومة ودار الفتوى في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد.
ولدى مغادرته المسجد سئل الرئيس ميقاتي عن موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية فأجاب: ليس المهم المشاركة الشخصية في الانتخابات أو عدمها، فالانتخابات في موعدها، ونحن لدينا غنى في الطائفة وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات.
وأضاف ردا على سؤال أن الانتخابات في موعدها والطائفة السنية أساسية ولا يمكن أن تقاطع الانتخابات، وما يعنينا بالدرجة الأولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة.