[email protected]
لوحة «السر»، فتاة في منتصف التكوين، كأنها دمية خشبية الوجه، ملساء الملمس والإحساس، مرتبة بشعرها، ترتدي عباءة (رداء أسود اللون وهو الزي الرسمي للنساء في الكويت) ذات إحساس ناعم لامع.
فكرة العمل بالسر الذي سيبقى محفوظا مادام الفم والعينان مغلقة بداخلها بيت المفتاح، ولا يوجد أي مفتاح في اللوحة. نلمح لحظة التوقف والصمت في وجه الفتاة مندمجا مع السر الصامت، حقق معنى انعكاسات، الذي هو عنوان المعرض الشخصي الثالث للفنان عنبر وليد، والذي ضم مجموعة انعكاسات مختلفة المعاني كحنين، وإشراقة، وبريق، ونزف، وأصالة، وأعماق، وضياع، احتوت جميعها على الأقنعة الخشبية المصنعة من قبل الفنان، ولصق الفنان بداخل فراغات العيون لبعض الأعمال قطع مرايا، ليرى المشاهد انعكاسه عند تلقي السر، ليصبح جزءا لا يتجزأ من العمل الفني، وحملت كل الأعمال ثيمة القناع الخشبي الأملس.
صنع الفنان القناع من نشارة الخشب يدويا، بعد أن وضعها بقالب جبسي ذي ملامح مجردة، مطموسة بعض الشيء بنعومة مطلقة، وقام بتفريغ الأعين ولصق زوج من المرآة في العينين اليمنى واليسرى، وطلي القناع بألوان الإكريلك، مع رسم وتحديد تأكيدات لونية على الحواجب، والخدود، والعيون، والشعر. استخدام الأقنعة في أعمال الفنان عنبر وليد ليس بالشيء الجديد، فقد توارد في عدد كبير من أعماله الفنية، وللمرة الأولى نراه يصنع أقنعة خشبية ذات معنى عميق في عالمه الباطني، ربما يحاول طرح قيمة القناع ودلالته الرمزية بأنه بمنزلة حاجز بين الظاهر والداخل، فيحجب القناع ما في داخل الجوف، ومن ثم يصبح المتلقي هو الذي يرتدي القناع ويصبح جزءا من العمل ويتفاعل معه.
وصل إلى مرحلة التمكن الفني من أسلوبه الخاص ببساطة التكوين وقوته، فنلاحظ البناء الراسخ الهرمي المحوري، قمته رأس الفتاة، وقاعدته نهاية التكوين أسفل اللوحة، ويمثل الفم مركز تكوين السر.
التناغم اللوني سائد على العمل، فاللون في السر يغلب عليه طابع البساطة، واللون الأسود لرداء الفتاة أعطى ثقلا تشكيليا راسخا في العمل الفني، واللون الرمادي المشوب بالسكري الذي احتل الخلفية بدرجة ثابتة من دون تدريجات، ولون الوجه والرقبة أبيض، وخدود الفتاة ذات لون زهري خافت، وظلال العيون جاءت بلون أخضر خفيف ناعم، وأحمر الشفاه ذو لون بنفسجي مشوب برمادي.
البساطة المتناهية للملامح لها أبعاد فلسفية، ومعانيها التي تخلط بين الجد والهزل، وتجسيد الجمال المطلق للقناع الخشبي الأملس، واستخدم القناع بالتلصيق والتوليف كأسلوب فني خاص فريد من نوعه يتميز به عنبر وليد. أسلوب تجريد الملامح أعطى الإحساس بالدمية، وبالتمرد على تقاليد اللوحة التقليدية بلصق القناع وتوليفه، فاللصق والتوليف جعلا العمل التشكيلي أكثر ثراء. أعلن الفنان باللاتناسق المعقد.. وجه الفتاة المتمثل في القناع والجسد المرسوم على سطح اللوحة معنى المبالغة والتأكيد على دلالة ورمزية وقيمة القناع في آن واحد، فالقناع في السر مرسوم، ومنحوت، وملصوق.
اسم الفنان: عنبر وليد
اسم العمل: السر
أبعاد العمل: 120 × 120سم
أبعاد العمل: 120 × 120سم
المواد المستخدمة: اكريلك على خشب وقناع خشبي ومرآة
سنة الإبداع: 2015