المتشائم غالبا ما يسيء الظن بمن حوله وينظر إلى الحياة نظرة سوداوية، كما أنه يتوقع حدوث الشر في أي لحظة، على الضد من المتفائل الذي غالبا ما يتوقع الخير، وإن مني بخسارة لم ييأس، بل ينتظر الفرج، وهؤلاء المتشائمون جزء من المجتمع، نراهم ويروننا وهم يركزون على سلبيات الحياة ليس إلا، ولا شك انهم يعانون اضطرابات نفسية وخللا، ويظهر ذلك جليا في تصرفاتهم، وهذا ناتج عن ضعف إيمانهم بالله تعالى، لذلك فهم متطيرون مستوحشون من كل شيء ينظرون لمن حولهم وكأنهم أعداء لهم، والمحصلة النهائية ابتعادهم عن الناس وانعزالهم، سيماهم في وجوههم من أثر التطير، وفي الماضي كانوا قلة قليلة يعدون على الأصابع، أما اليوم فأصبحوا كثرة وليت معاناتهم تظل بداخلهم، ولكنهم يعدون من يجلس معهم ويطبعونه بطباعهم فيعود المسكين إلى أهله بغير الوجه الذي خرج فيه منهم، فالجلوس مع هذه الفئة من الناس تتعبك نفسيا.
فكيف تطيب الحياة لمن يراها من منظار أسود، وما دمت تتوقع الشر في كل لحظة فأنت في واد والناس في واد آخر، ولقد نهانا الإسلام عن التشاؤم والتطير أشد النهي، أقول هذا من خلال متابعتي لما يكتب على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي، من أخبار كلها تشاؤم تتألم لها النفس، ويضيق لها الصدر، فهؤلاء الناس يبشرون الكويت وأهلها بالبوار وانها تسير إلى مستقبل مجهول وان القادم أمر جلل، وكأنهم يعلمون خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وهذا الأمر ليس وليد اليوم، وإنما منذ سنوات طويلة يحاولون إفراغ أمراضهم النفسية بهذه الأخبار وإحباط الناس، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المتشائمون، لا شك أن الخطأ موجود والفساد أيضا موجود ولكن الخير كذلك موجود في الكويت وأهلها، والحياة تسير بأمر مسيرها، وقضاء الله هو الغالب، ونحن مسلمون لأمر الله تعالى، والدنيا لا تقف عند شيء، ولم نر مما ذكره المتشائمون شيئا منذ عشرين سنة، وأكثر، فالأمور تسير من حسن إلى أحسن، وما هؤلاء إلا أعداء للحياة، يستفزهم النجاح.
يقول المولى عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) الطلاق: 3، ولم لا يميل هؤلاء الناس الى توقع الأشياء الجميلة، والتوكل على الله. ولقد أحسن الشاعر حين قال:
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
الكويت باقية بولاة أمرها وبأهلها، ودمتم سالمين.