عندما نحتفل بذكرى العيد الوطني وعيد الاستقلال علينا أن نضع نصب أعيننا مصالح الكويت والكويتيين، وأن هذه المصالح ترتبط باحتفالنا بالعيد الوطني، لأنه لا يمكن أن يتم الربط بين مصلحة الكويت وحب الوطن في أجواء غير صحية، حيث يسود البلاد صراع بين مجلس الأمة والحكومة، ومن جلسة إلى جلسة نشهد مسرحيات الاستجوابات الفاشلة وآخر هذه الاستجوابات استجواب وزيري الدفاع والخارجية، وما زلنا نعيش هذه الصراعات التي تعلن عنها المعارضة في مجلس الأمة، فهناك استجواب قادم لرئيس الوزراء، وهكذا تسير الأمور في مجلس الأمة والبلاد إضاعة وقت المجلس في استجوابات فاشلة لم يكن لها أي دلائل أو أسباب ممكن إقناع الناس بمدى صحتها.
ونحن إذ نحتفل اليوم بالعيد الوطني لبلادنا لابد أن نصفي النفوس، وأن نزيل كل الخصومات، وأن نتحاب وأن يكون النازع لهذا الحب هو حبنا لوطننا وأهلينا ومواطنينا، ما دمنا نعيش أعيادنا الوطنية فلابد أن نتشارك جميعا بوضع الزينة والأعلام على بيوتنا ومبانينا ابتهاجا بالعيد الوطني، ولابد هنا أن نستذكر الرجال الأوائل الذين صنعوا تاريخ الكويت، ويأتي في مقدمة هؤلاء الرجال الشيخ المرحوم عبدالله السالم أبو الدستور، ففي عهده تم الاستقلال وفي عهده أُسس مجلس الأمة ليعلن أن النظام الكويتي هو نظام ديموقراطي، وأن نستذكر كلمات جابر الخير وهي: إن الشعور بالذات والامتلاء بعز الانتماء وفخر الانتساب مصدره الأكبر والأوحد هو الوطن هو الكويت، وكذلك نصيحة الأمير الراحل صباح الأحمد التي وجهها لأعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتي والتي قال فيها:
«ما أحوجنا إلى توحيد الكلمة والتكاتف والتآزر والتمسك بوحدتنا الوطنية».
وما دمنا نحتفل هذه الأيام بأعيادنا الوطنية وعيد التحرير فلابد أن نوحد الصفوف وأن نصفي نفوسنا، وأن يكون كل همنا وتفكيرنا منصبا على مصلحة الكويت والكويتيين.
هذا الذي يجب أن نتمسك به وأن يكون منهاجنا في الحياة حب الوطن.. أبو الدستور عبدالله السالم له مقولة نعتز بها وهي «لا فرق بين مواطن ومواطن ولا كبير أو صغير الكل سواسية في الحقوق والواجبات أحبهم إلى الوطن أكثرهم نفعا له وكلنا من هذا الوطن.. وكلنا له نفديه ونخلص له.. ونذود عنه كيد الكائدين وطمع الطامعين».
إنها كلمات تدفعنا لأن نكرس كل جهودنا لصالح الوطن، والوطن بيت الجميع.
إن الرجال الأوائل ضحوا بكل شيء من أجل رفعة وسمعة الكويت، وإن ما نحن فيه من خير وأمن وسلام تحقق بفضل جهود الرجال الأوائل الذين كان همهم وشاغلهم هو بناء دولة للأجيال القادمة، فتحية لهؤلاء الرجال الأوفياء وتعالوا لنردد اليوم بمناسبة العيد الوطني ما تغنى به مطرب الشعب عوض دوخي:
يا حب سكن في مهجتي وأحشائي يا كويت
يا حب تساوى بالهوى والماي يا كويت
يا صفعت قمر في ليلة صيفية يا كويت.
والله الموفق.