بسم الله الرحمن الرحيم (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) صدق الله العظيم، «سورة الروم الآية 30».
من منطلق هذه الآية الكريمة، نبدأ حديثنا اليوم عن خلق الله للإنسان وتكريمه له في أحسن صورة، فجعل الذكر يتميز بخواص الرجل والذكورة، وخصه بمواصفات لا تنطبق على الأنثى، والعكس صحيح، فخلق الأنثى وخصها بصفات تختلف عن الذكر، وكل له مهمة في هذه الحياة.
وبعيدا عن هذا كله نقول إن رب العالمين عز وجل عندما خلق الله الإنسان وكرّمه في أحسن صورة، وهو أعلم بتكوين جسده الفطري الذي فطره عليه، وخلق الله للرجل امرأة من ضلعه، لتشاركه صنع الحياة واستمراريتها، وبالتالي فإننا هنا لابد لنا من القول إنه لا يجب تبديل خلق الله بأي شكل من الأشكال.
فخالقنا العظيم هو أعلم بما خلق وأعلم بكل شيء، وهو العليم بذات الصدور، ولا تخفى عليه خافية، وبالتالي فإن الله عز وجل خلق الذكر لكي يقترن بالأنثى، ولا يحل بأي حال من الأحوال اقتران الذكر بالذكر أو الأنثى بالأنثى، ولا يصح غير هذا النوع من الاقتران في البشرية، وهذا هو المنطق العقلي الصحيح.
كما يمكن القول أيضا إن أي تغيير في تلك الفطرة هو تغيير في الخلق وشرك بالله، وبالتالي فإن ظهور المثلية الجنسية في مجتمعاتنا يعد خرقا ماثلا يدق ناقوس الخطر تجاه المجتمع ويؤثر تأثيرا سلبيا بالغا فيه، ويشكل تعديا على فطرة خلق الله، وهي دخيلة على مجتمعاتنا التي تنبذ كل شيء شاذ، بل هي منبوذة من كل المجتمعات أيضا.
إن تلك الدعوات يجب محاربتها كما تمت محاربة الكثير من العادات الشاذة الأخرى، التي حاول أصحابها في الماضي نقلها، وتمت مواجهتهم من قبل الكثير من أصحاب الكلمة الحرة والعمل الجاد، ولعلنا هنا نذكر مثالا مهما في هذا السياق والمتمثل في زوجة سيدنا لوط عليه السلام عندما لم تشارك قومها في الفاحشة التي مارسوها، ولكنها كانت متقبلة اختلافهم وتقرهم عليه، فكانت النتيجة ما ورد في كتاب الله (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين)، وبالتالي يمكن أن يكون الوضع خطيرا ويستلزم تشريع قانون ينقذنا من المجاهرة بالفاحشة والتعدي على حدود الله.
وبالتالي، نقول هنا إن نواب مجلس الأمة مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بضرورة ترسيخ ما ورد في كتاب الله فيما يخص مسألة التشبه أي جنس بآخر، والسعي الحقيقي والفعال والذي يظهره تحرك النواب الأفاضل لمحاربة أي ظواهر أو ممارسات تسيء للمجتمع الذي جبل على الالتزام بالعقيدة الإسلامية وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ نشأة هذا البلد.. والله الموفق.
[email protected]