قال عضو مجلس الأمة النائب م.أحمد الحمد إن محاولات بعض القوى السياسية والمجتمعية لتحويل الكويت إلى مجتمع من لون واحد وفكر واحد يتنافى مع أبسط مقومات الدولة السليمة التي تستمد قوتها من التنوع والنسيج الاجتماعي المتناسق بتنوعه واختلافاته، مشددا على أن الكويت كانت على مر العصور دولة متسامحة تقبل الآخر، وعرف الكويتيون منذ مئات السنين بتواصلهم الاجتماعي مع العالم وإيجاد علاقات متميزة مع الشعوب مع المحافظة على التقاليد الكويتية الأصيلة والموروث الشعبي الغني والشريعة الإسلامية السمحة التي لا تقصي أحدا ولا تقلل من شأن أحد.
وأضاف النائب الحمد إن هذه المحاولات المستميتة من البعض تأتي في وقت تتجه فيه كل دول الجوار إلى الانفتاح الثقافي والاجتماعي والتواصل مع شعوب العالم بشكل يجعلها أكثر قوة وتأثيرا بدلا من أن تنغلق على نفسها وتغلق الأبواب مع العالم لتصبح معزولة متخلفة ضعيفة، مستشهدا بما حققته دول الإقليم من تطورات كبيرة في فترة قياسية وبشكل مثير للإعجاب والاهتمام.
وبين النائب الحمد أن الدول الخليجية الأخرى استطاعت في السنوات الأخيرة تحقيق شراكات إقليمية وعالمية وبات لها وزنها المهم من خلال التواصل المثمر دون المساس بالعقائد والتقاليد الاجتماعية الصحيحة، مبينا أن تعصب بعض القوى وتأثيرها على القرار الحكومي بأشكال مختلفة ستنعكس بشكل سلبي كبير وسيخرج الكويت من قائمة الدول التي تسعى إلى التطور والتنمية، مشددا على أن التنمية لا يمكن أن تتحقق بشكل داخلي منفصل ومنعزل عن العالم لأنها ستفقد جوهرها أصلا في حال الانعزال والانغلاق.
وأكد النائب الحمد أن هذه المحاولات أيضا تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الذي دعا إلى التواصل والتسامح، مشيرا إلى أن الرسالة المحمدية قبلت الجميع واحتوتهم ولم تكفر أحدا ولم تطرد أحدا وأعطت الأمن والأمان لغير المسلمين بما كان له الأثر الكبير في دخول الإسلام كدين محبة وتسامح وسلام وليس كدين إقصاء وانعزال وانفصال.
وختم النائب الحمد مشددا على ضرورة الخروج من هذه المرحلة التي يمكن أن تعزل الدولة بشكل سريع وأكيد، حيث لا مكان اليوم في عالمنا لدولة منفصلة معزولة لا تتواصل مع العالم وتضع العراقيل في وجه كل من يريد التواصل معها في إطار المصالح المشتركة مع الحفاظ على خصوصيات المجتمع وعقائده.