أقام النائب السابق حمود محمد الحمدان، مأدبة غداء على شرف العائلة الكريمة في «الملتقى الربيعي السادس لعائلة الحمدان»، وذلك يوم السبت الماضي، وهي من العادات الجميلة والصفات الحميدة، التي جبلت عليها العائلة منذ الأزل، ومازالوا سباقين إلى الفضيلة والهمم العالية الرفيعة، والناس إنما تعلو أقدارهم وترتفع منازلهم بحسن علو هممهم وشريف مقاصدهم.
إن صلة الرحم تدر النعم وتدفع النقم، والأجواء العائلية ليس لها مثيل خاصة بوجود كبار السن الذين نجلهم «أهل الحكمة» المصاحبة للعلم والبصيرة، وخلاصة عمر كامل في جملة قصيرة، فنصائحهم تنير العقول وتريح القلوب.
فالصوت العائلي من أجمل الأصوات وأعذبها عندما يضحك الجميع في اللحظة نفسها، والسور العائلي هو الحصن الحصين والمكان الآمن الذي يحمي الفرد من أعاصير الحياة.
فمن هناك كتبنا بأن التواصل الأسري هو الرابط المستحكم للهوية الوطنية، والأساس المتين والعمد القويم، فبه تقيس المجتمعات قوامها وأمنها ورقيها وازدهارها، وهو الطريق الآمن للبناء والموجه الحقيقي لسلوك الأبناء.
روي أن المهلب بن أبي صفرة لما أشرف على الوفاة، استدعى أبناءه السبعة، ثم أمرهم بإحضار رماحهم مجتمعة، وطلب منهم أن يكسروها، فلم يقدر أحد منهم على كسرها مجتمعة، فقال لهم: فرِّقوها، وليتناول كل واحد رمحه ويكسره، فكسروها دون عناء كبير، فعند ذلك قال لهم: اعلموا أن مثلكم مثل هذه الرماح، فما دمتم مجتمعين ومؤتلفين يعضد بعضكم بعضا، لا ينال منكم أعداؤكم غرضا، أما إذا اختلفتم وتفرقتم، فإنه يضعف أمركم، ويتمكن منكم أعداؤكم، ويصيبكم ما أصاب الرماح:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما وألا يجعل فينا ولا معنا ولا بيننا شقيا ولا محروما ولا من الخير معدوما.
نختم زاويتنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سرَّه أن يُمد له في عمره ويُوسَّع له في رزقه ويُدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه». رواه البزار والحاكم.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]