الشباب عماد الوطن وعليهم المعول في قادم الأيام، إذا ساروا على طريق من سبقهم، أما نحن فقد ولى زماننا، وبتنا في صالة المغادرة ننتظر الرحيل بين لحظة وأخرى، فتذهب أجيال وتأتي أجيال والكويت باقية بإذن الله تعالى.
ومع كر الأيام وتتابع السنين علينا عرفنا الغث من السمين، والصحيح من الخطأ، والأعوج من المستقيم، لذا بات من واجبنا أن نسدي النصيحة للشباب من خلال خبرتنا الطويلة، وندلهم على الرشاد والطريق الصحيح الذي يسيرون عليه وعلى ما يعود بالنفع عليهم، فالأيام علمتنا الكثير، وعليهم أن يستفيدوا مما نقوله لهم، ويستمعوا ويعوا فالسمع بلا وعي لا يأتي بفائدة، والحمد لله لدينا من الشباب من يعتمد عليهم، ومن يستمعون القول فيعونه، ويحرصون على مصلحتهم.
وبنفس الوقت لدينا من الشباب من نظرتهم قصيرة، يسيرون بلا هدى، يركبون الصعب ويقولون سهلا، يحبون الظهور على الملأ من أجل الظهور فقط، وكأن الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي مرتبة شرف عليا دون النظر في عواقب الأمور، ولا يعرفون أنهم يهدمون مستقبلهم بأيديهم، يحاولون جاهدين إظهار أنفسهم ولو كانوا على خطأ، ولا مانع لديهم أن يظهروا بمظهر غير لائق أو يتحدثون بما يخالف القانون والأعراف والقيم التي جبل عليها أبناء هذا الشعب، أو يبثوا صوتا وصورة أخبارا كاذبة، ويسيرون في ذلك قدما، ناهيك عن الشتائم والألفاظ البذيئة التي يتفوهون بها، فيتجاوزون الخطوط الحمراء ويقعون في المحظور وكأنهم يرقصون على النار، ثم تقع الفأس بالرأس فيكثرون ليت وليت حين لا تغني الليت عنهم شيئا، والمشكلة أن هذه الوسائل تمكنهم من ذلك وهم أساسا لا يعون خطورة ما يفعلون، والقانون لا يسامح في مثل هذه الأمور.
فيا أبناءنا الأعزاء خافوا الله في أنفسكم والتفتوا إلى مستقبلكم ولما يفيدكم ويعود بالخير عليكم، ولا تفجعوا أمهاتكم وآباءكم فيما تفعلونه، واعلموا أن الصح صح والخطأ خطأ طال الزمان أو قصر، فأهلكم يريدون أن يفرحوا بكم لا أن يحزنوا عليكم، ثم ان وطنكم بحاجة لكم، ولتكن ضمائركم حية تميزون من خلالها الصح من الخطأ.
ولا مانع من أن تعبروا عما يختلج في صدوركم ولكن بعبارات لائقة، ولكم في ذلك مندوحة، انظروا أمامكم ولا تنظروا وراءكم، وتداركوا أخطاءكم قبل فوات الأوان، وقبل أن يسبق السيف العذل، نسال الله أن يهدينا إلى الخير جميعا، ودمتم سالمين.