إن حمل المسؤولية شرف، وصيانتها أمانة، وأداءها واجب، والتفريط فيها خطيئة.
ونحن في ذكرى الأعياد الوطنية والتحرير لا بد أن نرفع شعار «كلنا للكويت والكويت لنا»، نعم الكويت هي الوطن، والوطن هو بيت للجميع ويجب علينا أن نحافظ على هذا البيت الذي نعيش تحت سقفه وأن نصون وندافع عنه ونتصدى للأعادي الذين يريدون المساس بوطننا، ولا نسمح للذين يريدون النيل من وطننا.
إنها المسؤولية ولا بد أن يتحمل كل مواطن مسؤوليته تجاه وطنه وأن يشعر كل مواطن بأن المسؤولية أمانة وعدم التفريط بما يتوجب على كل مواطن تجاه الوطن، نحن في هذه الأيام نحتاج إلى الحكمة أكثر من حاجتنا إلى الاندفاع، وإلى التعاون أكثر من حاجتنا إلى المواجهة وإلى المصافحة أكثر من حاجتنا إلى التحدي.
إن هذه المسؤولية يجب أن يتحملها كل مواطن من خلال موقع عمله، وليبدأ رجال الحكومة وأعضاء مجلس الأمة بفتح صفحة بيضاء لا تحمل غير جملة «كلنا للكويت والكويت لنا»، أن يشعر الجميع بأن الكويت وطن الجميع ومسؤوليتها تقع على كاهل كل مواطن يشعر بالولاء التام لوطنه الكويت وعمله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين، ولا بد أن يشعر كل مواطن بأن الكويت بمنزلة بيته، بيت أهله وأبنائه ويجب علينا المحافظة على أمنها وسلامتها وأن يسعى الجميع لأن يجعل وطنه بلد المحبة والأمان وأن يجعله حديقة جميلة تسعد الجميع.
ولا بد أن نستذكر الرجالات الذين وضعوا أساسات الدولة وقاموا ببنائها ورفع شأنها، لقد تحمل هؤلاء الرجال أيام الغوص قبل النفط المشقة حيث سافروا في سفنهم إلى الهند وأفريقيا لتوفير المواد الغذائية ومواد البناء وتحدي أمواج البحار العالية وتحمل مشقة السفر التي تستغرق شهورا، وتواصل العمل وتحمل المسؤولية لبناء الكويت الحديثة، حيث بدأ العمران، بناء المدارس والمستشفيات وكل المؤسسات الخدمية.
وكان الأوائل يمارسون عملهم بجد واقتدار لم تشغلهم أي خلافات أو خصومات بل الجميع يعملون تحت شعار كلنا للكويت والكويت لنا.
وكانت علاقاتهم فيما بينهم تسودها المحبة والتعاون وحب الوطن، فلماذا لا نحمل تلك الشعارات ونتوقف عن الخلافات لنواصل البناء والعمران لإنجاز المستقبل الذي يهيئ أفضل المجالات والظروف للأجيال القادمة أجيال الأبناء، فتعالوا لنستفيد من تجارب الآباء والرجال الذين بنوا الكويت.
من أقوال جابر الخير - طيب الله ثراه: «إن حب الكويت يسبق حب النفس والمال والولد في قلب كل كويتي نبتت بذرته وامتدت جذوره وفروعه في أرضها الطيبة».
والله الموفق.