الأدب عبارة عن معرفة ما يحترز به الإنسان من جميع أنواع الخطأ، وقد يكون الأدب على ما فطر عليه الإنسان من الأخلاق الحسنة والصفات المحمودة كالكرم والحلم والشهامة والمروءة وعمل الخير، وقد يكون مكتسبا مما قرأه واكتسبه بالدرس والحفظ ومعرفة أساليب الكلام البليغ المنظم والمنثور يروض الأخلاق ويلين الطبائع ويقوم اللسان ويهذب النفس ويثقف العقل وتذكيه الجنان ويعصم صاحبه من زلة الجهل فالأدب العربي لغة العرب وأثر القرآن الكريم في اللغة العربية آدب زاخر وما أودع شعرها ونثرها من نتائج عقول أبنائها وصور أخيلتهم، والأدب العربي يجمع فنونها كعلم فن الإنشاء والتدوين والمناظرات وفن الأمثال ومن تجارب الحياة وفن الأوصاف ووصف الطبيعة، وكما قال الشاعر البحتري من إبداعاته الشعرية:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وكذلك وصف الأشخاص وفن المقامات والتاريخ وغيره وجميعها ذخائر لغوية وخلقيه ثقافية تساهم في إكساب طالب العلم العلم اللغوي وفصاحة اللسان وتذوق النصوص الأدبية بحيث ينمو خياله.
كما أزهرت روضات حسن وأثمرت
فأضحت وعجم الطير فيها تغرد
والشعر العربي بجميع فنونه كالغزل والمدح والثناء والهجاء والوصف والشكوى وغيره يطلق لسان الطالب بالبلاغة والفصاحة فالقصيدة الشعرية لها أوزانها وبحرها وجزالة كلماتها، وهناك من الشعر اللطيف التعبير سلس الألفاظ:
إن السماء إذا لم تبك مغلتها
لم تضحك الأرض عن شيء من الزهر
والقارئ العربي عليه دراسة الأدب العربي في العصور القديمة والعصور الحديثة ومعرفة مفهوم الأدب لكي ينمي قدراته اللغوية ويصقلها. والمناهج الدراسية ومناهج اللغة العربية عليها عبء كبير بحيث يصبح المتعلم قادرا على معرفة أنماط الكتابة وقادرا على تنمية خيالة بوصف المناظر الطبيعية ووصف الأمكنة والسمات الأخلاقية وقادرا عل تدوين القصص والروايات وقرض الشعر وكتابة النثر مع المحسنات البديعية واللفظية كالتشبيه والكناية والسجع ولتكن مناهج اللغة العربية محزن النصوص الأدبية بجميع أنواعها شعرا ونثرا وروايات ودراسة كل عصر على حدة كالعصر الجاهلي، المعلقات الشعرية قبل ظهور الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين والعصر العباسي والعصر الحديث واختيار الأعمال الإبداعية، وتعزيز القيمة الأدبية والروح الوطنية ذات فائدة لقارئها ومنسجمة مع النفس وخالية من التعقيد اللفظي. ومعلم اللغة العربية يجب أن يكون شغوفا بمادته العلمية الأدبية ولديه القدرة التفاعل مع النصوص الأدبية شعرا ونثرا ومتذوقا للأدب العربي، وقادرا على تنمية خيال المتعلم كلوحة رسام مبدع بريشته الفنية بألوانها الزاهية بحيث يضفي على لوحته البهاء والجمال، ويجب أن يكون المعلم ملما بعلوم الآداب العربية ويغرس في نفوس طلابه حب المطالعة والقراءة وتشجيعهم باستمرار على القراءة ونظم الشعر وكتابة القصص والمقالة وكثير من الأدباء والمفكرين نالوا شهرة كبيرة وأصبحوا أدباء ومثال أمير الشعراء أحمد شوقي ونبوغه الشعري كان بسبب تشجيع معلم اللغة العربية له. وعلم الكويت والمكون من 4 ألوان الأبيض والأسود الأخضر والأحمر مستوحاة من الإبداعات الشعرية للشاعر صفي الدين الحلي:
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
لنا الفخر والاعتزاز بأرض الأجداد والآباء أرض البطولات والتضحية والفداء أرض الكرامة والشهامة واعتزازنا الكبير بقيادتنا الحكيمة وبعد النظر المستقبلي ودعمهم المستمر للأمن والاستقرار من أجل حياة كريمة وآمنة للإنسانية. دامت أفراحك يا كويت العز بأعيادنا الوطنية وعيد التحرير وراياتنا دائما خفاقة في سماء المجد التليد.
[email protected]