بالأمس واصلنا الحديث عن تبعات الحرب الروسية ـ الأوكرانية ونصيب مصر منها، و«حقيقة» ارتفاع الأسعار الذي بدأ ينتشر ويتغلغل ليشمل أشياء منطقية وأخرى اخترعها التجار، والمستوردون صغارهم قبل كبارهم، وقلنا إن الحكومة يقع على عاتقها عبء إدارة ومواجهة الأزمة، وتوفير السلع الأساسية، وضبط الأسواق وكبح جموح طمع التجار، وتطبيق القانون، وتعديل الأولويات لتتواءم مع الأزمة العالمية وغير ذلك قل ما شئت من المهام الحكومية.
والآن جاء الدور على دور المواطن، والكلام الآتي لن يعجب أغلب القراء، لكنها فيما أعتقد كلمة حق أقولها لوجه الله.
أولاً: دعونا نتفق على أن حكومتنا الرشيدة، لها إنجازاتها وسلبياتها، ويستحيل أن نتفق جميعاً على قول واحد، وقد سبق في المقال السابق أن حددنا بعض مسؤولياتها وأوجه القصور في أدائها.
ثانياً: إن الأداء المصري خلال عامي أزمة كورونا كان مقنعاً بشهادة بيوت الاقتصاد العالمية ومؤسسات التصنيف الدولية.
ثالثاً: إن مصر «ضحية» لتبعات الحرب وليست أحد أسبابها مثلها مثل أغلب دول العالم التي ستتأثر بدرجات متفاوتة، لذلك علينا التعامل مع «الأزمة» على أنها عالمية لا يد لنا فيها وليست محلية من صنع الحكومة الحالية!
رابعاً: نأتي للكلام الذي لا يروق لأحد ـ إلا القلة القليلة ـ هناك واجبات ينبغي على المواطن أن يؤديها خلال الأزمات أهمها:
٭ إعادة ترتيب أولويات الإنفاق: الضروري فالأهم ثم المهم، وتأجيل ما يمكن تأجيله.
٭ محاولة الحفاظ على النقود السائلة (الكاش) قدر الإمكان تحسبا لأي نقص في السيولة، أو «ظروف ضرورة قهرية».
٭ ارفعوا شعار «ليه أشتري أكثر.. لما ممكن أشتري أقل» وبالتبعية «ليه أدفع أكثر.. لما ممكن أدفع أقل».
في الخارج، وفي كثير من الدول الأكثر تقدماً تعتمد سيدة المنزل على معرفة «عروض الأسعار» الخاصة التي تقدمها السلاسل الكبرى، وتعمد للاستفادة منها، دون زيادة. كذلك يكون الشراء بقدر الاحتياج لتوفير «فواقد الأطعمة» التي لا تقيم لها وزناً، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان «الكريم».. وموائدنا خلاله «كريمة» جدا!!!
٭ لا تترددوا في الإبلاغ فوراً عن أي تاجر يرفع الأسعار بشكل غير مبرر.
٭ تجنبوا الزيارات اليومية لسلاسل المبيعات الكبرى، ولا تستسهلوا الشراء عبر «تطبيقات الأونلاين» وحاولوا العودة للشراء بشكل محدود من المحلات الصغيرة (البقال ـ الفكهاني ـ الخضري) القريبين من المنزل حتى تساعدوهم أيضا.. فهم الأكثر تضرراً.. وكذلك منافذ بيع الدولة والجيش والشرطة.
٭ أرجوكم لا تنزعجوا.. فنحن والحكومة في «مركب» واحد وبتكاتفنا سنرسو بإذن الله على بر الأمان.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]