صالح الشايجي
تحـويل الهـزيمة إلى نصـر هو داء العـرب والشعوب المتـخلفة، عرفناه كثيـرا في عصرنا الحديـث ومازال مسـتمـرا، وآخر أبطالـه كان الرئيس «المشنوق» والذي كـان البطل المغـوار الذي لا يشـق له غــبـــار ولا تنطفـئ له نار، وحامي البوابة الشرقية وهدية السماء إلى أمة العـرب، ثم تحول إلى فـأر في غار حـقيـر، أما اسمه فكان صدام حسين المشنوق».
ثمـة نفـر عندنا، نظمـوا مـا سمـوه بحـملة «المليـون توقيع» لنصـرة «الأقصى» وزعـموا أنهم قادرون على تجـميع مليـون «توقيع» من أيادي الكويتيين والـوافدين والمقيـمين بصورة شرعية وغير شرعـية ومخالفي الإقامة وزوار «هلا فـبـراير»، ولكن طاش سـهـمـهم وابيض حبرهم، فلم يسودوا الصحائف بالتواقيع.
تلك الحملة المزعومة بدأت في «قطر» ومرت على «البــحــرين» وأناخت في الـكويت، وكل الحــصـيـلة المليــونيــة من تلك الرحـلة الـ «بطوطية» لم تحصد سوى «مائة ألف توقيع» يعنـي 10% (أقل من أرباح الجـــمــعـــيــات التعاونية)!
وإذا مـا عرفنا ان الشـعب القطري عـروبي حـتى النخاع ومـتـحمس للقـضـايا العربيـة حـمـاس البن فـي «النجـر» وان الفلسـطينيين هناك، وهم المعنيـون مبـاشرة بـ «الأقـصى»، يفوق عـددهم عدد الفلسطينيين فـي مخيـمات «عين الحلـوة» و«نهـر الـبـارد» و«صــبــرا» و«شـاتيـلا» ومـخـيم «الـبـقـعـة» ومـخـيم «اليـرمـوك»!
وان الشـعب الـبـحـريني لا يقل حماسة وتحمسـا للقضايا العربية، ورغم ذلك فإن عدد الموقعين المزعومين لم يتجاوز 100 ألف توقـيع ـ حسب مـصادر منظمي تلك الحـملة ـ مع ما تم توقـيعه في الكويت، فـإننا سنكتشف أن عدد من وقعـوا في الكويت لن يصل في حال من الأحـوال إلى ألف شخص، على اعـتبـار أن الكويتيين ليسوا كـالقطريين ولا كالبحرينيين، فلقـد لسـعت الكويتـيين عـقـارب «العـروبة» وخبـروا سمومـها وتعالجـوا منها وتعـافوا، لذلك فـمن الـبـدهي ألا تنطلي عليــهم لعـبـة «المليون توقيع»!