سوء الخلق يفسد كل شيء، وينفر الناس من سيئ الخلق، ونحن اليوم نعيش أزمة أخلاق قولا وفعلا، ولا أعمم ذلك كي أكون منصفا، ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حيث يقول:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
ولم يقصر حينما قال:
وإذا أصيب الناس في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
وفساد الأخلاق يترتب عليه أمور كثيرة منها: ظهور الفساد والظلم والنفاق والرشوة والمصلحة والعقوق والعنف وغير ذلك الكثير، وإن السبب الرئيس الباعث لهذا التردي الأسرة فهي الحاضن الأول للفرد، وكذلك ضعف التدين والتمسك بالشريعة وغياب القدوة، وطغيان المادة على النفوس، وقلة البرامج التوعوية الصالحة وأزمة الأخلاق مع الأسف ليست في مجتمعنا فحسب وإنما في كل مجتمعاتنا العربية، علما بأن نبينا الكريم قال: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقال أيضا: «وخالق الناس بخلق حسن».
وإسلامنا أساسا مبني على حسن الخلق، وإذا شاع في المجتمع الأخلاق السيئة مثل الكذب والغش والخيانة فسد المجتمع برمته واختل الأمن والأمان وضاعت حقوق الناس، ومن أكبر المشاكل الأخلاقية إتاحة الفرصة للمراهقين في رؤية معلومات وصور خادشة لا تناسب أعمارهم، الأمر الذي يجعل المراهق يعيش في عالمه الخاص بعيدا عن أعين الرقباء، وهذا الأمر خطير للغاية.
ومن المظاهر الدالة على تردي الأخلاق الكلام البذيء الذي نسمعه في كل مكان وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صار هذا الأمر ديدن الكثير من الناس، واللافت للنظر أن مظاهر الانحدار الأخلاقي لم تعد مظاهر فردية منعزلة بل أخذت صبغة اجتماعية منتشرة لدى كل الشرائح الاجتماعية، ولن يكون هناك أدنى إصلاح مادام الأمر وصل إلى هذه الدرجة ومن هنا أقول إنه لا بد من التوجيه الصحيح والتربية السليمة من خلال برامج توعوية مكثفة تعالج هذه المشكلة الكبيرة بسهولة ويسر ودون تعقيد، والتركيز على ما هو خطأ وما هو صح.