استفزني الصديق العزيز عمرو أديب وهو يقول: «لا يوجد شيء اسمه اكتفاء ذاتي من القمح، وهناك دول كثيرة ليس لديها اكتفاء ذاتي».. يا صديقي.. نعم.. عندما تتوفر الإرادة.. والتمويل.. والإخلاص ستتمكن مصر من تحقيق «الحلم» والاكتفاء الذاتي من القمح.
هل سمعت بالقصة الغامضة للعالمة المصرية الكبيرة د.زينب الديب؟ هل تعلم أنها «اختفت» عن الساحة المصرية فجأة بعد أن كانت ملء السمع والبصر؟
وقد قمت بتكليف قسم المعلومات بالجريدة للإجابة على سؤال واحد هل هي حية ترزق أم توفاها الله.. فلم يجد جواباً شافياً؟.. وهل تصدق أن شقتها بالزمالك تمت سرقتها، ونهب كل أبحاثها حول القمح.. ثم قيل إنها ظهرت ونُفذت بعد ذلك في فلسطين المحتلة؟
آه.. نسيت أقولك من هي د.زينب الديب؟ وما قصتها مع القمح المصري و«جين» القمح الفرعوني؟..
هي حفيدة الشيخ أحمد الديب - أحد كبار علماء الأزهر الشريف.. حصلت على الثانوية عام 1965 والتحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حتى توقفت الدراسة بسبب حرب 1967، فالتحقت بأكاديمية الفنون قسم الديكور والعمارة، وقدمت عدة أبحاث لليونسكو عن الريف المصري، ثم سافرت إلى جامعة السوربون بباريس عام 1978 وسجلت دراستها مع أهم عالم للانثروبولوجيا المرئية عن الأجناس والأعراق والأصول في ظل منظومة متكاملة تشمل الإنسان والبيئة المحيطة والزرع والضرع.
وحصلت على الدكتوراه عن: «التواصل الحي لفلاحي ما قبل الأسر مع فلاحي مصر المعاصرين»، ثم دكتوراه ثانية عام 1987 بعدها عادت لمصر في عهد مبارك ويوسف والي لتبلور تجربة تفعيل منهج جديد للتنمية، وفي عام 1990 قدمت مشروعاً متكاملاً وافق عليه مجلس الشعب على ان ينفذ بالتعاون مع مراكز البحوث والوزارات المعنية واليونسكو وبتمويل من المجموعة الأوروبية.. وكانت بداية الصدام مع الواقع عندما قامت ببحث ميداني لتوفير تقاوي القمح المصري الشبيه بما كان يزرعه الفراعنة، وتمت زراعة نصف مليون فدان من أجود أنواع القمح التي عرفها المصري القديم، وكان الهدف الوصول بالمساحة المنزرعة الى 5 ملايين فدان تكفل الاكتفاء الذاتي، بل وتصل للتصدير.. فماذا حدث؟
كان المستهدف الوصول للاكتفاء الذاتي عام 2000 بعد ان تمكنت مراكز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء وفقاً للبرنامج الذي قدمته د.زينب الديب، وبالاعتماد على إعادة استنبات سلالات مما وجد في مقابر الفراعنة من الوصول الى مضاعفة عدد الحبات في السنبلة الواحدة من 60 حبة ليصبح 180 حبة قمح في السنبلة اي 3 أضعاف وباستخدام مياه ري ذات نسبة ملوحة مرتفعة.
وهنا انفجرت المفاجآت.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]