ظاهرة الازدحام المروري من الظواهر الأكثر انتشارا في العالم، خاصة في دولة مثل الكويت لأسباب ليست خافية منها على سبيل المثال لا الحصر ضيق المنطقة الحضرية وزيادة عدد السكان ومنح رخص السوق دون ضوابط حتى فترة قريبة وسهولة اقتناء مركبة.
لا يمكن لأحد أن يقلل من الجهود الكبيرة التي يبذلها قطاع العمليات والمرور بقيادة اللواء جمال الصايغ ويسانده قطاع الأمن العام بقيادة اللواء فراج الزعبي والعمل كفريق واحد للحد من أزمة الاختناقات التي تشهدها طرقات الكويت
مع عودة وزارات ومؤسسات الدولة للعمل بكامل طاقاتها وعودة الطلاب الى مقاعدهم في المدارس والجامعات بدأنا نشعر مجددا بقضية الاختناقات. اصحبت هناك معاناة في بعض الطرقات والمناطق من الازدحام الشديد خاصة في فترات الذروة.
خلال العامين الماضيين ندر الحديث عن الازمة المرورية لأسباب نعرفها جميعا وهي مرتبطة بجائحة كورونا وتقليل معدلات حضور الموظفين في القطاع الخاص والعام ولكن في المجمل فإننا امام ازمة يجب ان نعمل معا لوضع حلول مستدامة لها.
لا يخفي ان مساحة الكويت والطاقة الاستيعابية للطرقات محدودة قياسيا بأعداد مركبات تقترب من اعداد المواطنين والمقيمين ووجود ما يقارب المليونين رخصة سوق خاصة وعامة وجولة إلخ.
هذه الاعداد الكبير تؤشر الى اننا امام مشكلة وجب ان تعمل جميع اجهزة الدولة لمعالجتها بصورة علمية.
معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف ووكيل الوزارة الفريق انور البرجس يدركان هذه الاشكالية بشكل غير قابل للنقاش وانطلاقا من المسؤولية الملقاة عليهما سيعملان لعلاج أزمة الاختناقات بتقنين حصول الوافدين على رخص سوق والتعامل بحسم مع كل من تحصل عليها بشكل غير قانوني والاستمرار في تحديث شبكة الطرق بالتنسيق مع وزارات الدولة لمعالجة الأزمة التي تلازمنا منذ نحو عقدين
ازمة المرور تحتاج الى جهد جماعي والتعجيل بإقامة مشروع مترو الانفاق او قطارات تنقل اعدادا كبيرة والعمل على تطوير وسائل النقل الجماعي، وتشجيع الناس على استخدامه وإقامة مجمعات خدمية خارج المدن، ولا بأس من استحداث نظام النقل الذكي اي التشجيع على الاستخدام الجماعي للسيارات الخاصة، وليس كما نشاهد شخصا واحدا في كل مركبة.
آخر الكلام
كل الشكر الى مدير الادارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني العميد توحيد الكندري على كلماته الطيبة في الكتاب الذي تلقيته الأسبوع الماضي بشأن نافذتي على الأمن في 21 مارس الماضي واقول له «ما سويت شي وكل ابنائي واخواني في «الداخلية» يستحقون المساندة والدعم ويستاهلون.