.. بعد أن لفتت العالمة المصرية العائدة من فرنسا الأنظار بوصول فرق البحث العلمي التي تشرف عليها إلى جينات قمح جديدة مستنبتة من القمح الذي كان يزرعه الفراعنة، ووصلت حبات القمح في السنبلة الواحدة إلى 180 حبة بدلاً من 60 حبة قمح، بدأت الإشادات العالمية والإقليمية واهتمامات «أجهزة عديدة» بالإنجاز الكبير للبروفيسورة زينب الديب الحاصلة على شهادتي دكتوراة من السوربون والتي كانت تجربتها تجد صدى كبيراً لدى الفلاحين أنفسهم الذين لمسوا الفارق الكبير في الإنتاج، وبدأت توثق تجربتها بشرائط فيديو تحمل إشادات المتخصصين والمسؤولين كالدكتور عبدالسلام جمعة (أبوالقمح) رئيس مركز بحوث القمح، ود.عنايات غانم رئيس قسم القمح بالمركز، وحتى د.أحمد الجويلي أستاذ الاقتصاد الزراعي والوزير والمحافظ بحكومة مبارك وقتها.. وغيرهم من ممثلي اليونسكو، والاتحاد الأوروبي، ومحافظي الإسماعيلية وشمال سيناء وأسيوط وأسوان.
وفي بدايات التسعينيات ترأست البروفيسورة زينب الديب «المشروع الاسترشادي الإنمائي لتطوير البيئة الإنسانية بالصحراء المصرية»، وفي العام 1992 تحديداً أصدر نائب رئيس الوزراء القرار رقم 1121 لسنة 1992 باللائحة المالية والإدارية للمشروع، وحدد القرار اختصاصات مديرة المشروع د.زينب الديب بأنها تقتصر على الناحيتين العلمية والإعلامية دون المالية مع كتاب موقع من سيادته يهنئ ويشيد بالدور الكبير للمشروع في مجال إكثار القمح بمحافظة أسيوط التي كانت إحدى 24 محطة تجريبية يتم فيها تطبيق برنامج إكثار القمح المصري.
وترأست البروفيسورة زينب الديب فريق عمل من كبار علماء الجيولوجيا ومركز بحوث الصحراء ومركز بحوث القمح وضمت إلى الفريق علماء في كل المجالات المتعلقة بخطة تنمية شاملة بالريف والصحراء ضمن مشروعها القومي، وتم إدراجه في الخطة الخمسية رسمياً حاملاً كود رقم «306800»، على أن يتواصل على مدى خطتين خمسيتين، بحيث تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح عام 2000، وقدمت العالمة المصرية مشروعاً إرشادياً قومياً متكاملاً يضم تطوير استنبات القمح، وتطوير الريف وتعمير الصحراء ويستلهم التجربة المصرية الحضارية منذ عصورها الأولى وحتى آخر ما وصل إليه العلم في العالم، ووزعت تقاوى القمح الجديدة التي تصل إنتاجية الفدان فيها إلى 35 إردباً بدلاً من 10 أرادب، واستلهمت نظريات مهندس عمارة الفقراء المرحوم حسن فتحي في بناء وحدات سكنية إنسانية للشباب بجانب الأراضي الجديدة تستخدم الخامات والطفلة الطينية بتكلفة لم تتعد الـ 8 آلاف جنيه للوحدة السكنية كاملة، ونفذت ووثقت التجربة كلها في 24 محطة.
وهنا، كان لا بد أن يتصدى كبار اللصوص والخونة وعملاء الخارج والمنتفعون من استيراد القمح لنجاح التجربة بشتى الطرق، فبدأت الحرب التي انتهت بالكارثة كما ورد في تحقيقات النائب العام.
ولهذا الحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]