بعد النجاح الكبير في الوصول إلى تقاوي قمح مستنبتة من جينات قمح الفراعنة، والإشادة بها من كبار المسؤولين في مصر والخارج، بات حلم الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي عام 2000 قريبا، ووصول المساحة المزروعة من القمح الجديد في المناطق الصحراوية الى 42 ألف فدان عام 1997، وكان المخطط ان تستخدم البذور من هذا الإنتاج عام 1998 كـ«تقاوي» لزراعة نصف مليون فدان تكون نواة للاكتفاء الذاتي بعد عامين، والتحرر من القيود السياسية التي ترزح تحتها مصر بسبب الاعتماد على استيراد القمح.. هنا كانت المؤامرة والجريمة الكبرى.
تقول البروفيسورة زينب الديب أمام لجنة عليا طالبت بتشكيلها وشكلها وزير التخطيط عام 2010 في نهاية عصر مبارك: «أطالب بشكل عاجل بإنقاذ تقاوي القمح الموجود لدى وزارة الزراعة وتوزيعها على الفلاحين لزراعة القمح الجديد، وأدعو لإنقاذ كل الآبار التي حفرناها لري زراعات القمح والحفاظ على المنشآت والمحافظة على المواقع الإرشادية المعمارية، وللأسف ذهب مسؤولون يقولون للفلاحين انه سيتم منح الأرض للمستثمر في زراعة نباتات زيوت عطرية للتصدير وأنواع معينة من البصل لصناعة «الويسكي»، بدلا من زراعة القمح، ولدي فيديوهات توثق ذلك، وهنا انتهى كلامي وقدمت كل ما أستطيع وأترك اللجنة».
وبالفعل يوضح الفيديو الذي شاهدته واستمعت الى ما دار فيه ان العالمة الغيورة على مصر، والمقهورة على مشروعها الوطني بعد ان أنهت كلامها قامت منفعلة وتركت اللجنة الوزارية التي لم تفعل شيئا، فماذا حدث؟!
«اغتيال وطن.. واغتيال شعب».. هذا ما وصفت به «ما حدث» الكاتبة الصحافية المحترمة سكينة فؤاد، وكان ذلك في آخر عهد مبارك وتحديدا في أغسطس 2010، وطبعا «المشروع» بدأ وتم إيقافه في عهد د.يوسف والي ولمن لا يعلم فإن د. والي هو الوزير الذي قضى 22 عاما في منصبه 1982 - 2004، وهو الوزير «خالد الذكر ممتد الأثر في تاريخ الإنسان المصري وزراعته وأرضه ومياهه وحيواناته»، والذي تم في عصره بزوغ شمس المشروع الإرشادي الإنمائي لتطوير البيئة الإنسانية بالصحراء المصرية، والذي سأشير إليه اختصارا باسم «المشروع» عام 1990.. وأيضا وأده وإنهاؤه عام 1997!!
وللتذكير فإن اول تصريح للدكتور يوسف والي عقب توليه الوزارة في يناير 1982 لمجلة «المصور» كان وعدا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال 3 سنوات أي عام 1985، وعندما جاء الوقت ولم نحقق الاكتفاء من القمح قال: «لقد حققنا الاكتفاء فعلا بزراعة وتصدير الفراولة والكنتالوب وبعوائد التصدير نشتري احتياجاتنا من القمح»!! المهم هو ما حدث مع البروفيسورة زينب الديب،.. وما حدث «لـ» الكاتبة سكينة فؤاد!!
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]