الزراعة المنزلية اتجاه بدأت تتبناه الكثير من المدن التي تفكر بالمستقبل، وهي إحدى الممارسات التي تعود على الفرد بالعديد من الفوائد، من حيث إضفاء لمسة جمالية للمنزل، والحصول على منتج آمن وصحي والتقليل من عملية الاحتباس الحراري، كما أن متابعة النباتات ورعايتها تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية وتخفيف أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر، كما أن العمل في الزراعة المنزلية عبارة عن ممارسة للتمارين الرياضية، وتساهم أيضا في تطوير عادة تناول الخضار باستمرار لدى الأطفال، وكذلك الاستمتاع بها وشغل أوقات الفراغ لأفراد الأسرة، وهناك الكثير ممن لديهم حلم الزراعة، لكنه ﻻ يمتلك الأراضي الزراعية التي تحقق له هذا الحلم.
الدراسات الاقتصادية الحديثة حثت على تذليل العقبات أمام الأفراد لاستزراع المساحات أمام المنازل وإقامة بيوت محمية، أو زراعة النخيل، وتشجيع الشباب وربات البيوت والمسنين من المتقاعدين على الزراعة المنزلية، وأن تكون الحكومات «قدوة للأفراد» في الاهتمام بالتخضير وزيادة المساحات الخضراء والمبادرات للزراعة المنزلية وأسطح البيوت ويصبح لكل مواطن مزرعة داخل بيته.
ليتحول عنصر الإنتاج البشري غير المنتج في المجتمع إلى عناصر إنتاج فاعلة من خلال استغلال أوقاتهم في مشروعات مفيدة ونافعة، للحد من انتشار ظاهرة البطالة، سواء على مستوى ربات البيوت أو الشباب والمتقاعدين من كبار السن وكل أفراد الأسرة.
الزراعة المنزلية تساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي بين الأفراد حين يتعاون الجيران وسكان المنطقة في الزراعة وتبادل منتجاتهم الزراعية فنعزز ثقافة الترابط والمحبة بين الجيران كما كان آباؤنا وأجدادنا في السابق. وهي ترسخ أهمية العمل كقيمة في حد ذاته لأبنائنا الشباب والحد من العنف وقضاء الوقت فيما يعود بالنفع له وللمجتمع، تعمل على توفير الراحة لجميع أفراد الأسر، وتجمع الأسرة والأبناء والأصدقاء في حديقة المنزل وإعادة الترابط الأسري، ويزيد تجمع الأقارب في الحديقة المنزلية وبمناسبات عديدة من التقارب فيما بينهم.
الزراعة المنزلية تعزز ثقافة الجمال وإبراز المظهر الجمالي والحضاري للمنزل وتجميل ما يحيط بالمنزل والمنطقة السكنية والشوارع وتوفير الظل للطيور، توفير أماكن للعب الأطفال بعيدا عن الشارع العام وحفاظا على سلامة الأطفال، هواية للبعض بما يتناسب وقدرات جميع أفراد الأسرة من أنشطة زراعية بكافة أعمارهم وأجناسهم، يمنحهم الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة، تنفيس وعلاج للكآبة والجهد العاطفي يوما بعد يوم.
النظر على النباتات والمساحات الخضراء وأزهار الحديقة المنزلية يساعد على خفض ضغط الدم والاستشفاء عند الإنسان، وتخفيف بعض مشاكل المصابين بالأمراض النفسية، وتنقية الهواء وتقلل من التلوث البيئي والبصري.
ما يحدث في منطقتنا من تغيرات مناخية من تصحر وجفاف وانجراف تربة وارتفاع في درجات الحرارة تجبرنا على التشجير وزيادة المساحات الخضراء، وتخفيف الملوثات، ومنع الغبار، وتخفيف العواصف، وتخفيض درجات الحرارة وذلك من خلال الزراعة.. لا إزالة وجرف المساحات الخضراء!
بلدية الكويت بعد التحية..
شجعوا، اخلقوا المنافسة بين المناطق والمحافظات في الزراعة وتخضير الكويت، وفق شروط ورسوم سنوية للمواطنين ومقاييس جمالية. زراعة أملاك الدولة أمام المنازل هو تشجيع للعمل التطوعي للمواطنين بتخضير الكويت وتجميلها، وخلق المسؤولية المجتمعية.
عز الكلام: عندما تزرع بذرة تزرع الأمل، وعندما تصبح البذرة غصنا اخضر يبتسم الأمل، وعندما يزهر الغصن الأخضر تضحك الحياة وتؤمن بالغد.
[email protected]
Nesaimallewan