الدوحة - مفرح الشمري
في ختام العروض الرسمية لمهرجان الدوحة المسرحي بدورته الـ 34، قدمت فرقة الوطن المسرحية عرضها الذي حمل عنوان «قصة حب دانة» من تأليف وإخراج الكاتب حمد الرميحي، وذلك على خشبة مسرح الدراما بكتارا التي احتضنت جميع عروض المهرجان الذي عاد بعد غياب 5 سنوات بسبب بعض المسؤولين والفنانين الذين كانوا لا يرغبون بعودته لأسباب واهية!
مسرحية «قصة حب دانة» جسد شخصياتها 4 ممثلات، هن: زينب العلي وفاطمة الشروقي وهدى المالكي والعنود، بمشاركة فرقة الجبيلات الشعبية والمطرب إبراهيم عبدالرحيم الذي كان في المسرحية ايضا مساعد مخرج.
«المحارة ملكة الأزمنة القديمة»
أحداث «قصة حب دانة» من الوهلة الأولى أخذتني إلى مسرحية كتبها وأخرجها حمد الرميحي وفازت بجائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح الخامس لشباب دول مجلس التعاون عام 1996 وكانت تحمل اسم «المحارة ملكة الأزمنة القديمة»، حيث كانت تمثل قطر في هذا المهرجان الشبابي الخليجي الذي أقيم في الشارقة وحصلت بطلة هذا العمل شيماء سبت على جائزة أفضل ممثلة دور اول، كما تم تقديم هذه المسرحية في قطر من خلال المخرج ناصر عبدالرضا وبمشاركة كبار النجوم في الدوحة.
حمد الرميحي «مع حفظ الألقاب» من خلال عرضه الجديد «قصة حب دانة» أراد بتقديم رؤية إخراجية مغايرة عما قدمه في «المحارة ملكة الأزمنة القديمة»، وذلك باعتماده على 4 ممثلات يجسدن أدوارهن، بالإضافة إلى أدوار الرجال المعنيين في أحداث المسرحية «النوخذة وصقر بن شاهين»، وحقيقة هذا الأمر يحسب له بإيجاد ممثلات لديهن القدرة على ذلك، وهذا ما شاهدناه في هذه المسرحية، شاهدنا جهدا مضاعفا من الممثلات وهن في أدوارهن النسائية أو الرجالية، على الرغم من بعض الهنات إلا ان الرميحي نجح في تحقيق ذلك على خشبة المسرح من خلال أحداث المسرحية التي رصدت على مدار ساعة من الزمن حالة من الصراع بين المادة والحب، والصراع بين الأغنياء والفقراء.
أحداث المسرحية تدور حول شخصية دانة التي تحب صقر بشكل جنوني، ذلك الشاب الذي يحصل من خلال الغوص على دانة كبيرة، ويوعده النوخذة بإعطائه مبلغا كبيرا من المال ما من شأنه تحسين وضعه الاجتماعي، وبعد رؤية حبيبته دانة يساومه النوخذة بين المال وتركه لدانة كي يتزوجها هو، وحينها تطلب دانة من صقر عدم أخذ المال والهرب من البلاد ليتزوجا، لكنه يرفض ويأخذ المال ويترك حبيبته تتزوج من النوخذة رغم إرادتها، ليعلو شأن صقر ويصبح من كبار النواخذة، ويلتقي بمن تزوج في السابق من حبيبته، الذي يأتي له ليشتري منه اللؤلؤ، فيساومه صقر ببيع اللؤلؤ له مقابل طلاقه من دانة، ويوافق النوخذة (زوج دانة) ويطلقها، ثم يتقدم صقر للزواج من دانة لكنها ترفضه وتقول: «من يبيع حبه مرة سوف يبيعه مرات»!
تحمل مسؤولية
التحدي الكبير في العرض كان من خلال ممثلات العرض اللاتي أثبتن أنهن على قدر من تحمل المسؤولية في إيصال فكرة المسرحية المعروفة لدى الجميع، ولكن برؤية إخراجية جديدة استخدم فيها الرميحي الشاشات كخلفية للأحداث التي تدور، ولكن في بعض الأحيان والمشاهد يكون الحدث غير مطابق لمنظر الخلفية، وهذا ما كان يشتت ذهن المتلقي كما تشتت في إدخال أغنية معاصرة للمطرب فهد الكبيسي على الرغم من ان أحداث المسرحية تدور أيام الغوص والماضي الجميل.
كانت الجوقة هي الرابط الرئيسي في الأحداث، وهي التي تنقل المتلقي من حدث إلى حدث من خلال الأغاني التراثية التي كان يؤديها ببراعة المطرب إبراهيم عبدالرحيم، حيث أضفت هذه الجوقة جوا آخر على العرض المسرحي الذي كان يحتاج بعض التركيز من قبل القائمين عليه حتى لا يذهب جهد ممثلاته سدى، وكنت أتمنى أن المخرج لا يفسر ما نشاهده على الخشبة بشكل مباشر كمشهد اغتصاب دانة الرافضة لزوجها النوخذة، والذي لجأ لحيلة حتى ينال منها لتظهر على الشاشة «دانة» تنفجر ويسيل الدماء، مثل هذه المشاهد على المخرج ان يتركها للمتلقي حتى يفكر بها وينعش به تخيلاته.