على الرغم من قصر الفترة التي تولاها وزير الإعلام الجديد د.حمد روح الدين، إلا أنه ومن خلال حزمة مهمة من القرارات التي اتخذها بكل جرأة وإقدام، تلك القرارات التي نتمنى أن يحذو حذوها الوزراء الآخرون في الحكومة، فمن ناحية صبت تلك القرارات المهمة على الصعيد التاريخي لوزارة الإعلام، في مصلحة الوزارة وستحقق رؤية الدولة لـ 2035 وتتماهى معها بكل قوة وعزم، وتحديدا نجد من خلال تلك القرارات هو القرار القاضي بتجديد الدماء في الوزارة وعلى صعيد كبير فيها، فهذا القرار سيتيح للشباب الكويتي أن يقدم كل ما عنده ويثبت نفسه في بلده وفي مرفق حساس جدا ويستوجب معه أن تكون الكفاءات الكويتية فيه مدعومة بكل الوسائل المتاحة في الوزارة وهو بطبيعة الحال أمر مهم جدا وخصوصا في المرحلة الحالية من عمر الوزارة والدولة التي تتطلبها مقتضيات المرحلة.
كما أن جهود وزير الإعلام لكي تكتمل فإنه يتوجب القيام بما يشبه إعادة اكتشاف هويتها وهوية الإعلام الكويتي الذي لطالما تغنينا به فيما مضى من الأيام حيث كان الإعلام الكويتي بؤرة شعاع في منطقة الخليج العربي.
كما أنه ومن ناحية أخرى فإننا نتوخى في الوزير الجديد إعادة تلك الأمجاد لوزارة الإعلام ولتلفزيون الكويت من خلال إعادة الهيكلة لكافة مفاصله الحيوية، ويتطلب أيضا دعم الحركة الفنية والثقافية والأدبية.. في البلاد ونحن على يقين بأن هذه المهمة على الرغم من صعوبتها في ظل المنافسة الفضائية التي نشهدها اليوم من ناحية، ومن ناحية طغيان تبعات شبكة الإنترنت ومواقع التواصل التي أثرت كثيرا على الحركة الإعلامية بشكل عام في المنطقة وليس في بلدنا الحبيب.
ومن ناحية أخرى أيضا نقول إن الإرث الذي تولاه الوزير الجديد هو إرث تركة ثقيلة جدا، بالنظر لمختلف المعطيات المعقدة والمتشعبة في جنباتها، الأمر الذي قد يصعب المهمة على د.حمد روح الدين، وهو وفي هذه الحال يحتاج في هذا الصدد إلى كل الجهود المخلصة من الجميع لمساندته ودعمه في سبيل النجاح في المهمة الموكلة إليه، والذي يبدو أنه يقودها بكل جدارة واقتدار من خلال أول الغيث المتمثل في القرارات التي اتخذها مؤخرا وهي في غاية الأهمية، الأمر الذي يطمئننا إلى ما تسير إليه الأمور في المرحلة القادمة بإذن الله. وعلى أية حال فإننا هنا لن نستعجل النتائج لتحسين الإعلام الكويتي والتي نسأل الله أن تكون نتائج وجهودا مخلصة تصب في مصلحة الوطن والمواطن.. والله الموفق.
[email protected]