نسيج أهل الكويت حزمة متلازمة منذ ولادتها «كوت» على رمال الخليج العربي، تنامت أطرافها وارتفعت رايتها بتلك الحزمة المباركة قبل تدفق ذهبها الأسود، ثروتها أهلها للبر والبحر بادية وحاضرة، حكاما ومحكومين منذ مئات السنين، تواصلوا مع كل مصاعب حياتهم في السلم والحرب، غنيهم وفقيرهم ومتوسط الحال، نساؤهم والرجال الكل يكمل الآخر، بشهادة التاريخ والجغرافيا المحيطة بهم ولهم، تضحية للوطن الغالي في مواجهة كوارث الطبيعة والطبعات البحرية راحت لهم أرواح بالمحيطات! ولصد الأعداء والغزاة عنها تلقوا بصدورهم الرصاصات الغادرة بكل الجبهات بلا تردد وبكل ثبات، ارتوت أراضيها من دمائهم الطاهرة يوم لا تنفع سوى الفزعات من أهل الكويت شعبا وحكاما ترددت صيحات تنادي «الله أكبر».
هكذا هي الحزمة الكويتية ما بين حاكمها والمحكوم، أهل البحر نسيج واحد، وأهل البر نخوة وتساند رغم بساطة الأحوال وقلة المال بلا مشاحنات ولا جدال بل تفاخرهم لبعضهم بكل الأحوال لبيك يا طالب الفزعة، الكل من أجل الوطن، بلا تفاخر ولا تدابر ولا تناحر! يشهد لهم بذلك تاريخهم ولم يكن المال كاليوم وبال! وموقع للتكابر والتدابر وسوء الأحوال!
وتاريخنا القديم هو ميثاق قويم كبيرهم حشمة، ووسطهم حكمة، وضعيفهم قدوة للصبر، بكل الأحوال يشيله الجميع من الحزمة ويجبر خاطره بلا منّ ولا أذى، حتى ترتفع مكانته بتعديل حالته وكسب أسرته وتحمل تبعاته بالعسر واليسر، قبل بزوغ فجر البترول ثورة بلا ثروة، وتغيرت بعدها أمور وأحوال لا يعلمها سوى خالقها ببروز شرائح التفرقة للمال الوبال وتغيرات الأحوال المتوقع تفكك مقصود للحزمة المتماسكة، لا سمح الله، بتفعيلها كما هو مراد لها لتكون بداية نهاية تماسك نسيج مجتمع التآخي ما بين تلك الحزمة تغليب العقول على حزم التفكك المقصود نبذه للمجتمع الراقي المثالي بوحدة الترابط ما بين الجميع بها الأجيال تضيع بلا شك.