- ارتفاع درجة الحرارة وبداية رمضان جعلا عودة الحركة على استحياء.. والمكراد لـ «الأنباء»: 15% من السوق التراثي تضرر من جراء الحريق
- مصدر لـ «الأنباء»: إغلاق شارع الغربللي والشوارع المتفرعة منه تحوطاً حتى انتهاء حصر التداعيات
سعود عبدالعزيز ـ أحمد خميس
فيما أزالت قوة الاطفاء العام أي شكوك أو تخوفات من أن يكون الحريق الضخم الذي اندلع في سوق المباركية التراثي مفتعلا، خيمت مشاعر الحزن أمس على رواد السوق لما أصاب هذا المعلم التاريخي في قلب الكويت من أضرار وتأثر الحركة فيه، لاسيما أن الحادث وقع مع حلول شهر رمضان المبارك بما يصاحبه من حركة دؤوبة في السوق.
وقد حرصت «الأنباء» منذ اللحظات الأولى للحريق وعلى مدار 3 أيام على متابعة الوضع من قرب في سوق السلاح، فتم في اليوم الأول رصد الجهود الكبيرة لرجال الإطفاء في مكافحة ألسنة اللهب لنحو 9 ساعات، فيما رصدنا في اليوم الثاني الجهود الخاصة بإزالة المخالفات وقيام الأجهزة المعنية بمباشرة عملها، حيث كانت أجهزة الإطفاء تقوم بأعمال بالتعاون مع البلدية وايضا رجال الداخلية الذين كلفوا بتأمين السوق. كما رصدت «الأنباء» صباح أمس عودة الحياة تدريجيا وعلى استحياء إلى السوق، حيث أثر ارتفاع درجات الحرارة نسبيا وايضا مخاوف الكثيرين من أن يكون السوق مغلقا على أعداد المترددين.
بدوره، قال رئيس قوة الاطفاء العام الفريق خالد المكراد في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» إن رجال الاطفاء تمكنوا من حصر الأضرار في 15% من السوق، فيما 85% من مساحته لم تتأثر بالحريق وعادت إلى العمل أمس.
من جهته، قال مصدر أمني لـ «الأنباء» إن الأجزاء المتضررة من السوق والتي تم إغلاقها شملت شارع الغربللي والشوارع المتفرعة منه، وكذلك جزء من امتداد شارع فهد السالم بالقرب من التقاطع المؤدي إلى وزارة الدفاع سابقا.
وأوضح المصدر أن سبب استمرار الإغلاق هو وجود معدات الإطفاء في الموقع، وذلك من أجل أن تكون في كامل الاستعداد والتصرف بسرعة مع أي طارئ إلى حين الانتهاء تماما من كل تداعيات الحريق.
وتوقع المصدر أن يستمر الإغلاق إلى حين الانتهاء من إجراءات حصر المحلات المتضررة من الحريق والتعرف على النتائج بشكل كامل، مضيفا أنه يأتي أيضا تحوطا من حدوث أي حريق آخر.
وعودة إلى أسباب الحريق، فقد أكدت قوة الإطفاء العام في بيان صحافي أول من أمس أن الحريق حدث بسبب تطاير شرارة لحيم وأنه لا شبهة جنائية، مشيرة إلى أن الضباط المختصين في إدارة تحقيقات الحوادث باشروا أعمالهم يوم الخميس منذ بداية اندلاع الحريق وقاموا بجمع المعلومات من شهود الواقعة وأخذ إفادتهم، وتبين أن بداية اندلاع الحريق كانت من أحد محلات العطور في سوق السلاح، حيث كانت هناك عمالة تعمل على فك وتركيب قواعد حديدية في أعلى المدخل الرئيسي الخاص بالمحل بواسطة معدات قطع الحديد.
وبناء عليه، أفادت بأن سبب اندلاع الحريق ناتج عن تطاير كتل حديدية ساخنة أثناء عملية قطع الحديد وسقوطها على مواد قابلة للاشتعال مثل العطور والكحوليات مما أدى إلى اشتعال الحريق في ذات المحل وامتداده إلى المحلات المجاورة والمقابلة عن طريق الأخشاب الموجودة بأعلى المظلات خارج المحل وساعدت كميات العطور والكحوليات المخزنة بكميات كبيرة في تلك المحلات على انتشار الحريق.
مواطنون لـ «الأنباء» في أول أيام رمضان: نتمنى سرعة إعادة هذا الصرح التاريخي
تمنى عدد من المواطنين أن يعود سوق المباركية إلى سابق عهده بأسرع وقت ممكن، مؤكدين أن حالة من الحزن تسيطر على كل رواد السوق بسبب ما لحق به من أضرار بسبب الحريق الضخم الذي أشعل سوق السلاح الخميس الماضي.
وقال المواطنون لـ «الأنباء» إنهم على ثقة بأن الجهات المعنية ستبذل قصارى جهدها من أجل إعادة البسمة إلى أصحاب المحلات ورواد والسوق ومحبيه الذين لا يقتصرون على المواطنين والمقيمين بل يشملون أيضا زوار الكويت من دول الخليج.
وفي البداية، قال فيصل الشمري إنه من رواد سوق المباركية وبشكل شبه يومي وأن ما حدث كان صدمة وأصابه بالذهول، متمنيا أن يعود هذا المكان الى طبيعته حيث يجذب المواطنين والمقيمين من كل مكان.
واضاف الشمري إنه يجب الحذر ومتابعة اجراءات الوقاية حتى لا تقع كارثة اخرى، مستطردا: نتمنى أن تعود المباركية إلى سابق عهدها لأنها تاريخ ونعلم ان الحكومة قادرة على ذلك.
من جهته، قال أبو محمد ان ما حصل كان صدمة وشيئا يحز في الخاطر ان يتشوه منظر احدى الوجهات السياحية في الخليج والوطن العربي، مشيرا إلى أن هناك اسواقا تعتبر معالم سياحية مثل سوق الحميدية في سورية، وفي مصر سوق الحسين وغيرهما.
واضاف ابو محمد: نشكر جميع رجال الداخلية والاطفاء ومن عمل على اخماد الحريق وحراسة المحلات التي نطالب الحكومة بتعويض اصحابها لما حل بهم من خسائر وإعادة جمال المباركية الى وضعه وعهده السابق.
اما الضويحي فقال: تألمنا لما حل بالسوق الذي كان متنفسا للعوائل والاهالي، ونتمنى ان يعود لما يحمله من جمال، بل ونطالب بسرعة اعادته. وعلى صعيد متصل، قال أحمد اشكناني ان الحريق انتشر بسرعة بسبب العطور والخشب الذي كان سريع الاشتعال، وما حدث يجعل كل مواطن يحزن على ما أصاب المباركية.