لطالما أشبعنا مشكلة تلف الشوارع في بلدنا الحبيب حديثا ومقالات مدوية أشرنا في العديد منها إلى المشكلة الحقيقية في هذا الصدد، والتي تأتي على رأسها عدم وجود محاسبة حقيقية أو لنقل محاسبة فعلية، وكان غالب ما يتم بالمحاسبة هو محاسبة الرؤوس الصغيرة، وإغفال من تسبب في هذا الضرر بتلك الشوارع، ومن ناحية نقول بأنه على الرغم من بعض الجهود المتواضعة من وزارة الأشغال إلا أن المشكلة الحقيقية تبقى كبيرة جدا ومؤرقة لمستخدمي الطريق!
وها نحن بعد شهر تقريبا من آخر أمطار أصابت البلاد، لم نر خلالها جهودا من وزارة الأشغال وعلى رأسها وزيرها الموقر.. إذ تركت وزارة الأشغال مستخدمي الطريق لمصيرهم على ضرر الشوارع وأذاها الذي بدا واضحا جليا في تلك الشوارع البائسة حالها!
وهنا وفي هذا المقام نريد ردودا وأجوبة على الأسئلة التي تطرح نفسها من خلال مستخدمي الطريق.. فهناك واحد من تلك الأسئلة يتمثل فيما الذي تنتظره وزارة الأشغال لكي تقوم بصيانة الطرق بعدما تعرضت لها من أذى وضرر، وهو ما يظهر لنا من خلال استخدامنا تلك الشوارع، والتي يظهر في العديد منها كأننا في بلد بائس وليس في بلد لديه كامل الإمكانات والقدرات لصيانة البنى التحتية للبلاد، خصوصا إذا ما اعتبرنا أن ما نتحدث عنه هو مرافق مهمة للبلاد ولتسيير الحركة عليها.. والتي من المفترض أن تكون مجهزة بأفضل ما يمكن.. لكننا في الحقيقة نشهد العكس على ذلك تماما، وفي خطوة تبعث على الاستغراب من قبل وزارة الأشغال وتقاعسها الواضح في هذا الصدد!
من ناحية أخرى، نجد هناك أنه لابد من محاسبة جادة لأعلى الهرم وأسفله من ناحية صاحب المسؤولية الأولى ممن أضر بشوارعنا، بحيث ظهر الغش فيها من آخر موجة من المطر التي حدثت مؤخرا، والتي هي في واقع الحال لم تكن قوية لتظهر مدى سوئها والغش الحاصل فيها، فما بالك إن كانت تلك الأمطار مستمرة وكان معدلها عاليا جدا.. فيا ترى ماذا سوف يحصل لتلك الشوارع؟!
من المؤكد أننا كنا سنرى صخورا بأحجام كبيرة ترد إلى مركبات مستخدمي الطريق وتشكل خطرا لا يمكن معه التحكم فيها، إذ إنه مع الوضع الحالي هناك حصى متطاير وقذى متناثر هناك وهناك، خصوصا لمن يرتاد أقصى جوانب الطريق، إن القضية لا يمكن السكوت عنها من قبل وزارة الأشغال، ولابد من محاسبة جدية كما أسلفنا، ويجب ألا يبقى الحال كما كان في السابق. إن وزير الأشغال مطالب اليوم بتقديم تفسير جدي لما يحدث في تلك الشوارع وبأسرع وقت! والله الموفق.
[email protected]