ضبط النفس البشرية وانفعالاتها من الصفات الجميلة التي يجب أن يتحلى بها الجميع، فالتحكم بالعواطف والأحاسيس سواء غضباً أو فرحاً، حيث يجب التقيد بتلك الانفعالات تقيداً محبباً وفق تدريب النفس على ضبط تلك المشاعر، وقد جاءت الشريعة الإســلامية لتهذب النفس الإنسانية، حـــيث قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم «ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
فالصبر من أعظم الفضائل، ففيها يتحكم الإنسان بالغضب والشعور العصبي الذي تكون نتائجه سلبية وغير متوقعة وقد تجلب الندم والتأسف ولكن بعد فوات الأوان.
إن مـــراعاة شعور الغير والهدوء في إظهار المشاعر والأحاسيس كثيرا ما يفسد على الشخص أمره بكثرة كلامه وتسرعه في اتخاذ القرار ولا يقيس الأمور «على الهادي»، فالهدوء هو عنـــوان الاتـــزان ورجــاحة العقل وسعة الصدر.
يجب أخذ الأمور «على الهادي» وبترو وتفكير وثقة بالنفس بعيدا عن الأعصاب المشدودة، ما يؤدي إلى إظهار سلوك قد لا يعجب البعض وتكون نتيجته نزاعات غير مرغوبة وعداوة تؤدي إلى البغض والمشاكل والمخاصمة.
أبدع الشافعي حين قال:
قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم
إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ
وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ
وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ
إن الهدوء حاله عقلية تتمثل بغـــياب الهـــياج والانفعال والإثـــارة والاضــطراب فيه موقف أو شعور يجب أن تتخذه في قرارة نفسك بهدوء وتأن رغم صعوبته، ولكن هو باب للنجاح والاطمئنان. وأخيرا علينا الالتزام بعبارة «على الهادي» في معالجة كل الأمور بعيدا عن «عناد» البعض ففيها النجاح والهدوء والحب والحنان.
[email protected]
bnder22@