قبل صلاة الفجر من يوم السبت 1 رمضان 1443هـ كنت في مسجد الكليب أقرأ سورة النور، ووقفت عند الآية 22 وكررتها عدة مرات (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تُحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
مسطح بن أثاثة قريب لأبي بكر الصديق ويُقال إنه ابن خالته، كان مسطح من الناس الذين خاضوا في الإفك، وكان فقيرا، فحلف أبوبكر ألا ينفق عليه لقوله الذي قال، فنزلت هذه الآية ينهاهم عن هذا الحلف المتضمن لقطع النفقة عنه، ويحثه على العفو والصفح، ويعده بمغفرة الله إن غفر له فقال: «ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم» إذا عاملتم عبيده بالعفو والصفح عاملكم بالمثل، فقال أبوبكر لما سمع هذه الآية: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع النفقة الى مسطح.
شهر رمضان المبارك شهر العفو والمغفرة والعتق من النار كما قال صلى الله عليه وسلم: «ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان».
ونحن في هذا الشهر الفضيل نناشد «أبونا العود» أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بأن يأمر بالعفو عن أصحاب الرأي المسجونين بسبب آرائهم، بشرط ألا يعودوا مرة ثانية الى تلك الآراء.ولكي تكمل فرحة أهاليهم بقدوم شهر رمضان المبارك، وبقدوم أبنائهم الى منازلهم معززين مكرمين، ومن منا لم يخطئ في حياته، فالإنسان بطبيعته معرض للخطأ وليس معصوما منه، «والشيطان ما مات» يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
٭ آخر المقال: دعاء ليلة القدر: «اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عنا»، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا في هذا الشهر الفضيل، وأن نعفو نحن كذلك عن عباده، لأن الجزاء من جنس العمل، فهل من مدكر؟!