أكد رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي د.خالد المذكور أن رمضان شهر الخير والنفحات، ينتظره المحسنون ليحصلوا على عظيم الأجر المضاعف، وينتظره الفقراء لما يشعرون فيه من ألفة العطاء وأخوة البذل من إخوانهم الذين منّ الله عليهم بالخير والمال، وبين هؤلاء رجال نحسبهم صدقوا وأخلصوا، قطعوا من أوقاتهم، وهيأهم الله لأن يكونوا عمالا للخير حاملين لهموم الفقير، ويوصلونها للغني الذي يأتمنهم على ما يجود به من خير، فيحملونه إلى الفقير مرة أخرى، هم اليد الحانية التي تكد كي تصل الأمانات إلى أهلها بحق. جاء ذلك خلال حفل إطلاق نماء الخيرية لموقع «فتاوى العمل الخيري».
وتابع د.المذكور: لأننا في شهر تتضاعف فيه الأعمال، فإن عمل أهل الخير والعاملين عليه مضاعف إن أخلصوا النوايا وأحسنوها، وهو ذو مكانة عند الله تعالى، وأحب الأعمال وأعلاها وأزكاها عنده سبحانه، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا»، ولا يفوتني هنا أن أشيد بجهود العاملين في نماء الخيرية وقطاعات جمعية الإصلاح الاجتماعي على ما يبذلونه من جهد خلال هذا الشهر المبارك. وأضاف: إنها لمبادرة طيبة من نماء الخيرية أن يكون للعمل الخيري موقع مستقل للفتوى يعنى بالجوانب الشرعية، ولا شك أن الفتوى من الأمور الجليلة الخطيرة التي لا غنى للناس عنها في أحوالهم على مر العصور وتوالي الدهور، ولذلك تولى الله عز وجل الفتوى في كتابه العزيز حين قال: (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ـ النساء: 127)، وقال تعالى أيضا: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ـ النساء: 176)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى هذا الأمر في حياته، لأن ذلك من مقتضى رسالته، كما أن أهمية الفتوى في الشريعة الإسلامية عظيمة، لأنها بيان لشرع رب العالمين.
وأوضح د.المذكور أن وجود موقع للفتوى يختص بالعمل الخيري والإنساني حاجة ضرورية، وذلك لانضباط العمل الخيري ومعرفة المشاريع التي تجوز فيها الزكاة والتي لا تجوز، وذلك بهدف عدم وقوع بعض الجمعيات الهيئات والعاملين في الأعمال الخيرية في محاذير شرعية، وذلك من خلال هيئة شرعية معتبرة لا نعلم عنهم إلا خيرا، ولا نزكي على الله أحدا.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي في نماء الخيرية سعد العتيبي: إن منزلة الفتوى عظيمة في الإسلام، حيث يتوقف عليها صلاح الدنيا والآخرة، ومعرفة الحلال من الحرام، فحاجة الناس إلى الفتوى لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ولذلك وصف ابن القيم، رحمه الله، المفتين بأنهم: في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء، بنص الكتاب، قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ـ النساء: 59). وأضاف العتيبي أن وجود موقع للعمل الخيري بات أمرا ضروريا، وما ذاك إلا لمزيد من الشفافية والنقاء للعمل الخيري الذي تسلط عليه الأضواء لآثاره التي باتت مؤثرة في البيئات الاجتماعية والنفسية في البلاد الإسلامية، الفقيرة منها خاصة، بل إن العمل الخيري أصبح أداة حضارية لما يتضمنه من إحياء للنفوس والأثر ليعيد إليها عزة الإسلام ويمنحها قوته قوة ومن سموه سموا ورقيا ومن حكمته وعدله حكمة وعدلا. وأكد أن المطلع على مجالات العمل الخيري وتوسع مواقعه ومجالاته على مستوى العالم الإسلامي يدرك أهمية الحاجة إلى توجيه وترشيد العمل وفق ضوابط وأحكام الشرع الحنيف، إذ لا ينفك عمله ومالياته من مصادر الزكوات والصدقات والخيرات أو التبرعات، وما واحدة من هذا إلا وتحتاج إلى تحديد مجالات صرفها الشرعية المحددة.