يقول ابن رشد «الحكمة هي النظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان»، والحكمة والأمثلة ما هي إلا مرآة صادقة، تخلق اتجاهات إيجابية وقيما سامية، تصدر من خلاصة تجربة واختزال خبرة، وبفضل من الله أمثلتنا الشعبية تعكس الجانب الثقافي، وقد ساهمت في العديد من النصح ومعالجة الأحداث الاجتماعية بفكر ناضج مما حبا البعض للاستشهاد بها عند كل جدال، سنتداول أربعة منها وندخل قيمها في علم إدارة الأزمات:
«الوقاية خير من العلاج» حكمة دارجة ومثل يضرب في المحافظة على الصحة والحرص على تجنب الأمراض، ولكن له نصيب بالوقاية ضد الحملات المعادية والشائعات، فيحثنا بالوعي الاجتماعي وتماسكه، الذي يؤدي لردع كل إشاعة.
«جهز الدوا قبل الفلعة» كناية لمن يصف الدواء قبل أن تحدث الإصابة فيكون ذلك بعيدا عن الهدف المتوخى، ويستخدم في التخطيط والاستعداد ما قبل الأزمة من وضع خطط بديلة واستخدام خبرات مكتسبة من التدريب والتطبيق العملي للتدابير المعدة سلفا للتعامل مع أي حدث.
«الرجل المناسب في المكان المناسب» بمعنى الذي يتحمل مسؤولية منصب المكان من قدرات وقوة في الأداة والتحكم تناسب المكان الذي وضع فيه، وهذا الرجل من أحد المتطلبات الأساسية في نجاح إدارة الأزمة، حيث القيادة في الأزمات تحتاج إلى مواجهة الضغوط النفسية التي تفرزها الأزمة أثناء معالجتها، وتحتاج إلى حزم مع توافر قدر ملائم من المرونة والحكمة وإدارة فريق الأزمة بمستوى عال، فمن هنا تختبر الكفاءة الفعلية لإدارة أي أزمة.
«اللي ما يغلط ما يتعلم» بمعنى التعلم من الخطأ طريق إلى النجاح، ونستفيد بعد أن ننجو من أي أزمة لا نرمي ما حصل في سلة النسيان، وإنما نغتنمها فرصة للتعلم من التجربة بالاستفادة من الأخطاء وتعزيز نقاط القوة، وتحويل التجربة إلى دروس مستفادة، لتجنب غيرها والاستعداد لمثلها.
«أشوف شيء إنت ما تشوفه» بمعنى عندك قصر النظر في معرفة الأشياء ومعالجتها، وهذا هو التنبؤ الوقائي «الاستشراف» علم أساسي في إدارة الأزمة لتفادي حدوث أزمة مبكرة، الذي تحتاج إلى عين ثاقبة وسعة أفق في النظرة التي ينظرها المسؤول.
٭ إذن: الحكمة الحقيقية ليست في رؤية ما هو أمام عينيك فحسب، بل التكهن بماذا سيحدث في المستقبل، إنها مقولات ترسم لنا طريق النجاة في كل أمور حياتنا وكما قالوا «الأولين ما خلوا للتالين شيء».. ودمتم ودام الوطن.
٭ شكر: أتــقدم بالشـــكر والتقــدير إلى مشرف مركز وزارة الدفاع المقدم فيصل سعد الدوسري والموظفين العاملين، على الجهد المميز في تكريس جودة الخدمة وحسن الإدارة وتسهيل عجلة العمل والمعاملات، فوجب علينا الثناء والتقدير.. ودعاء إلى الله عز وجل أن يبارك لكم في جهودكم الطيبة، ودمتم ذخرا للوطن.
[email protected]