تقول إحداهن توفي والدي وأنا طفلة فقامت بتربيتي أمي، كنت اسمعها تدعو لي طوال الوقت، لكن دعاءها لي طوال السنة غير وفي رمضان غير.
وخصوصا في العشر الأواخر، وكان هذا الخلاف بيّناً، وأستغرب أن كثيرا من الناس تجاهد نفسها في العشر الأواخر لليلة القدر.
قبل 10 سنوات قبل رمضان بأسبوعين توفيت والدتي.. تذكرتها وهي تدعو لي في العشر الأواخر!
ولأول مرة بحياتي ألتمس ليلة القدر وكأنها طوق النجاة اللي بسببها أعمل شيئا جيدا لأمي، وأول ما أتت العشر الأواخر فضيت نفسي تماما، وصرت بعد العشا أصلي وأدعو لأمي أن يغفر لها ويرحمها.
في ليلة العيد وقبل الفجر بقليل، صحيت على رؤية وجه أمي منور بالسعادة والرضا وتشكرني على دعائي لها، عرفت قيمة ليلة القدر وكثير أشياء تغيرت منها:
دعوت الله أن يرزقني بالزوج الصالح، وقبل رمضان التالي رزقني بالزوج، اكتملت حياتي بوجوده، ولما ترك زوجي شغله وأصبحت حالتنا المادية صعبة دعوت الله بليلة القدر ورزقه وظيفة أفضل من وظيفته، وعندما مر على زواجنا 5 سنوات لم يرزقني الله بالذرية رغم ذهابي لأكثر من طبيب، دعوت في العشر الأواخر بدعاء سيدنا زكريا.. بعد رمضان بشهر فوجئت بأني حامل!
فلكل منا أماني يريدها أن تتحقق له، ولا أفضل من تحقيقها في رمضان، فهو أفضل الشهور قال النبي صلى الله عليه وسلم: جاءني جبريل فقال: يا محمد رغم أنفه من أدرك والديه أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة، قل آمين فقلت آمين.
فقال يا محمد، رغم أنفه من ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فقل آمين قال: فقلت آمين.
ثم قال لي يا محمد، رغم أنفه من أدركه رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين.
وقال: ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، يعني جميع ذنوبه السابقة تغفر.
وأفضل أيام شهر رمضان العشر الأواخر من رمضان لأن فيها ليلة القدر «ليلة افضل من ألف شهر» ينزل في هذه الليلة جبريل ومعه الملائكة إلى الأرض يؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر
العبادة فيها تساوي اكثر من 83 سنة عبادة.
تخيل: الصدقة والصلاة والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل أعمال الخير إذا صادفت ليلة القدر فإنها تعدل أجر عبادة أكثر من 83 سنة!
قال سبحانه: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، وفيها تتغير أقدار الإنسان فيكتب الله أقدار الناس جميعا في السنة المقبلة.
يكتب فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم)
ومن حكم الله سبحانه وتعالى أنه لا يخبر عن أقداره لكي يجتهد الناس بأعمالهم، فلا يخبر متى تقبض الروح ليجتهد الإنسان في العبادة في كل حين، كذلك ليلة القدر لم يخبر عنها النبي عليه الصلاة حتى يقوم الإنسان ويجتهد في أيام العشر كلها.
أرى بعض الناس من يظن أن ليلة القدر هي ليلة 27 فيجتهدون فيها ويتركون الباقي! لكن بعض العلماء رجحوا أن ليلة القدر تتنقل في كل سنة تختلف في يومها.. أحيانا 21.. أحيانا 23.. أحيانا 25، فهي في ليالي العشر الأخيرة كلها، ومن أسرف في أول رمضان، فليجتهد في الخواتيم.
وتكون بداية ليلة القدر في العشر الأخر من صلاة العشاء إلى أذان الفجر
قال عليه الصلاة: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»
وقال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب الله له قيام ليلة»
وحتى من به عذر كالمرضى أو العذر عند النساء فالمهم النية أن تقوم هذه الليالي فإن حصل عذر كتب لها قيامها، وتجتهد في باقي العبادات كالذكر.. الصدقة.. الإحسان.. إلخ.
سألت عائشه النبي ما تقول في ليلة القدر فقال: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني».
فهذه نصيحة أخيره لي قبل أن تكون لكم: أن نجتهد ونتصدق في كل يوم ولو بمبلغ يسير، فلا ندري سنكون أحياء في رمضان المقبل أم لا، ودائما اسأل الله أن يوفقك لقيام ليلة القدر، ولا تفوت صلاة الفجر والعشاء في جماعة خلال العشر الأواخر.
اللهم وفقنا ومن نحب لقيام ليلة القدر وبارك لنا فيها وتقبل منا واجب فيها دعاءنا وأصلح حياتنا.
Email: [email protected]
Twitter: Y_Alotaibii