كنا نتمنى أن يحدث في الكويت ما حدث في قطر والبحرين في منحة المتقاعدين بصرفها مباشرة لهم، فهذا الموضوع تمت مناقشته في مجلس الأمة وتبادل المجلسان الاقتراحات والانتقادات دون أن يتم اتخاذ أي قرار بشأن المنحة. ثم إن هذه المنحة تصرف من استثمارات التأمينات يعني ليس للحكومة ولا للمجلس أي فضل، وكان من المفروض أن يتم منح المتقاعدين بقرار من مجلس إدارة التأمينات، لكن مجلس إدارة المؤسسة قدموا تقريرا حول أوضاع الأمور في المؤسسة والتي منها فوائد الاستثمارات، وادعوا أن هناك عجزا، وها هو مجلس الأمة اليوم يدعو لجلسة خاصة لاعتماد المنحة، والحكومة تعتذر عن حضور الجلسة، والأمور حتى هذه اللحظة غير واضحة، أرجو أن نستفيد مما تم في قطر والبحرين.
٭ سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، أعرب عن استيائه الكبير مما يقوم به بعض هواة إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، ودعا سموه الجميع للابتعاد عن المبادئ الهدامة، ويلاحظ أن هناك قنوات ورسائل للبعض بنشر الأكاذيب وإثارة الفتنة، ولابد أن نضع حدا لمثل هذه الأعمال وضرورة مراقبتها ومنعها من ممارسة نشر الأكاذيب التي يحاول مروجوها إثارة الفتنة.
لابد أن يكون لوزارتي الإعلام والمواصلات دور لمنع مثل هذه الإشاعات التي لا تتناسب مع مبادئ حرية الرأي لأن مبادئ الحرية يجب أن تحمي المجتمع من إشاعة الفتنة والفوضى، وألا يسمح لمثل هذه الأعمال بحجة حرية الرأي لأن كل عمل يشيع الفوضى يجب أن يصدر قانون لمنع مثل هذه التصرفات المشينة التي لا تحترم المبادئ والقيم الأخلاقية.
لقد تسببت مثل هذه الرسائل التي نشاهدها في التواصل الاجتماعي، في إشاعة الفوضى بالبلاد، لذا يتوجب على وزارة الإعلام وضع قوانين للحد من الممارسات الخاطئة في وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، وبنود ملزمة باحترام القوانين والمبادئ والقيم وعدم السماح لمن يحاول الإساءة للآخرين بحجة حرية الرأي، هناك دول متحضرة تمارس حرية الرأي دون الإساءة للناس وإثارة الفتنة وإشاعة الفوضى.. لنستفد من تجارب الدول المتقدمة كبريطانيا ودول أوروبية أخرى في ممارسة أفراد المجتمع التعبير عن آرائهم دون المساس بأمن وسلامة المجتمع عن طريق إثارة الفتن.. لسنا أفضل من تلك الدول، بل لابد أن نتعلم كيف تمارس تلك الدول المتقدمة حرية الرأي.
٭ قول مأثور: «نفوس البشر كالمعادن منها ما يعلوه الصدأ، ومنها لا يجد الصدأ إليه سبيلا » طه حسين.
والله الموفق.