لعل الدعوة الأخيرة لسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، خلال الزيارة إلى ديوانية شعراء النبط، تكون دعوة مؤثرة وتلقى صدى واسعا في هذا البلد تحديدا، والتي اختصر فيها سموه الكثير من الأقوال والكلام، وذلك لما يعيشه الناس في هذا العصر، ودخول أساليب التكنولوجيا الجديدة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي وصلت في مراحل منها إلى أماكن غير محمودة الجوانب، وأسيء استغلالها فأثرت سلبا على مجريات الحياة الاجتماعية في مواطن عدة وخصوصا في بلدنا الحبيب.
كما أثار سموه ضمن دعوته السامية تلك إلى أن البعض الذي نال حتى من أعراض الناس الشرفاء تحت أسماء مخفية ومجهولة المصدر في كثير من الأحيان وأمعنت في الأرض الفساد والطعن والشتم وساهمت في كثير من الحالات إلى تفتيت أواصر المجتمع، كما أن سموه في هذا الطرح أو الدعوة الكريمة وضع اليد على الجرح وألقى الضوء على الكثير من الأمور التي قد غابت عن البعض ممن يستخدم تلك التكنولوجيا وبالتحديد وسائل التواصل الاجتماعي التي حادت عن المسار أو الهدف الموضوعة من أجله، ولعل دعوة سموه أصابت كبد الحقيقة والهدف في تلمس معاناة من طالهم التعرض لهم بأسلوب رخيص، على يد من انساقوا وراء رغبات الشيطان في تفتيت جوانب مهمة من نسيج المجتمع في الكويت.
على العموم فإننا نقول إنه وعلى الرغم من عمق الجرح من الآثار السلبية لنتائج ما قام به بعض مجهولي الهوية على وسائل التواصل الاجتماعي، تأتي دعوة سمو ولي العهد ضمن ما تحدث به وأثلج صدور الكويتيين هو بأن هذا البلد قام وتأسس وبني على أكتاف جميع أطيافه من حضر وبدو وسنة وشيعة.
وهو الأمر الذي يؤكد دعوة سموه لإعادة تجديد واستكمال البناء ومسيرة التنمية والوحدة تحت راية حكامها الذين اختارهم الشعب منذ مئات السنين وساروا على نفس النهج الطيب في بناء الدولة، كما أن دعوة سموه للحفاظ على هذا البد والمكتسبات التي تحققت على مدى عقود ماضية كانت دعوة مصيبة وفي مكانها، فنحن اليوم وككويتيين أحوج لتلقي مثل هذا النوع السامي من الدعوات الخيرة لأبناء البلد.
فبوركت دعوة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، خصوصا في هذه الفترة من عمر البلاد، ونحن نستكمل مسيرة البناء والتنمية والنهوض بالدولة على أفضل ما يمكن.. والله الموفق.
[email protected]