أعزائي القراء كل عام وأنتم بخير انقضى أغلب شهر رمضان الفضيل، وأصبحنا في انتظار عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
سنتحدث في مقالنا اليوم عن ارتفاع ضغط العين، فالكثيرون دوما يتساءلون عنه، ونقول إن ارتفاع ضغط العين هو ارتفاع لدرجة تؤدي إلى التأثير على العصب البصري مما يترتب عليه انحسار في الميدان البصري. ولكن ما السبب في ارتفاع ضغط العين؟ ونجيب بأن السبب هو عدم توازن بين سرعة تصريف سائل العين مع سرعة تكوين هذا السائل، ونظرا لأن سرعة تكوين سوائل العين تعتبر ثابتة في أغلب الحالات فإن العيب الأساسي هو بطء في تصريف هذه السوائل.
وهذه السوائل تفرز من خلايا مبطنة للجسم الهدبي، وهي مهمة جدا لتغذية أجزاء العين الداخلية، ويتم تصريفها عن طريق شبكة موجودة في أطراف الغرفة الأمامية إلى خارج العين.
وأعراض ارتفاع ضغط العين هي فقد رؤية الأشياء الجانبية، ولا يرى المريض إلا ما هو أمامه فقط، ومع تطور المرض يزداد هذا الفقد تدريجيا إلى أن يفقد الجزء المركزي أيضا، وللأسف ما فقد من ميدان البصر لا يمكن إرجاعه، وأي علاج هو لتوقيف المرض، ويمكن أن نقسم ارتفاع ضغط العين إلى نوعين أساسيين هما الحاد والمزمن. أما الارتفاع الحاد فهو يحدث بصورة مفاجئة، ويكون عادة عند المرضى ذوي الغرفة الأمامية الضحلة، وهنا يرتفع الضغط إلى درجة عالية جدا مسببا احتقانا شديدا، وآلاما شديدة بالعين، وضعفا بالإبصار، ويرى المريض هالات ملونة كألوان قوس قزح حول مصدر الضوء، مما يجعل المريض يسارع إلى الطبيب، وعلاج هذا النوع سهل جدا بواسطة القطرات والحبوب ثم الليزر.
أما النوع الثاني «المزمن» فهو إما أن يكون ابتدائيا بلا مسبب خارجي أو ثانوي بسبب مرض آخر، وفي هذه الحالات يكون العلاج بالأدوية، والتي تعطي النتيجة المطلوبة لتخفيض ضغط العين، وقد يحتاج المريض إلى جراحة لتصريف السوائل من العين، وهناك تطورات كثيرة بالنسبة للجراحة فقد نستعمل الأنابيب البلاستيكية، وهو ما يسمى بالصمامات، وقد نستعمل بعض المواد الكيميائية مثل «mmc» لتقليل فرصة تليف وتسكير الفتحة الجراحية.