رحلت إلى جنات الخلد يا الحبيبة الغالية، يا من كنت في عقلي وقلبي دائما أنت معي وأمامي في كل لحظاتي، وصوتك الحنون لم يبتعد عن مسامعي، إني أتحسر على كل لحظة مضت من عمري قصرت فيها معك دون قصد مني، فيا الله يا ذا العفو والمغفرة اعف عني إن قصرت بحق أمي أو لم أبرها بما يرضيك عني، ويرضيها، يا مهجة القلب يا أمي، ويا مقلة العين ويا هواء الرئتين، ستظلين على الرأس والعين وفخر وذخر السنين السابقة والمقبلة، فأنت الذكرى التي لا تغيب عني أبدا.
لقد تركتني وحيدا في هذه الدنيا الصعبة، أفتقد فيها حبك وحنانك ودعاءك فصرت أصارع الحياة وحيدا. لن أنساك يا أمي ما حييت، فأنت متغلغلة في دمي ويسري حبك في عروقي، فأنا أتنفس حبك وحنانك. أمي الحبيبة إني أرثي فيك الأمومة كلها باقتدار، بحبك وحنانك وتضحياتك، وكفاحك، وصبرك. لقد أديت رسالتك في تربيتنا بهذه الحياة القاسية، وربيت أجيالا وأجيالا قدموا لبلدهم أروع الإنجازات وخدموا بلدهم على أساس تربيتهم الأصيلة التي أهلتهم لبناء بلدهم والأوطان، فالأم كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الشاعر الذي يتناول حياة قيمة ومكانة الأم في المجتمع، وفقا لما تقوم به من دور كبير في التربية والتنشئة والتعليم، فقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فهو يعبر عن مدى قيمة ومكانة الأم في بناء المجتمع وتنشئة الأبناء تنشئة سليمة مما يجعل لهم دورا كبيرا في نهضة مجتمعاتهم والحفاظ عليها وانتصرت على مآسي الحياة وصعوباتها، بفضل الله سبحانه وتعالى، ومن ثم قوة إرادتك، وتصميمك، وتحديك لكل الظروف الصعبة، فأي جزاء تستحقين يا حبيبتي؟
لك الدرجات العلا في الجنة بإذن الله، فنعم الأم أنت، إن الكلام لن يوفيك حقك وأدعو الله العزيز القدير لك ولجميع موتى المسلمين بالرحمة والمغفرة، وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أماه لمحزون، رحمك الله يا أمي الغالية، اسمك (فاطمة سليمان الضويحي) يا أم فيصل وفواز الرفاعي، أمي الغالية، لن أنساك أبدا بعد الممات، وأدعو الله أن يجمعني وإياك في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، لأمتع ناظري بأحب وأرق إنسانة في الوجود، والله ولي التوفيق.
[email protected]