لغز بالنسبة لي وجود بعض الآليات الضخمة والباصات الكبيرة والشاحنات والكثير من السيارات تقدر أثمانها بمئات الآلاف من الدنانير واقفة ومهجورة في مختلف الساحات والبراحات الفارغة في مختلف أرجاء الكويت ولمدة طويلة تصل في بعض الأحيان إلى سنوات (شنو ما يبونها؟).
عند محاولة تفسير هذه الظاهرة مع الأصدقاء تأتي كلمات مثل غسيل الأموال أو شركات تجارية فشلت وأفلست وأمور أخرى كثيرة.
وللأمانة وكلمة حق تقال في حق البلدية وقيادييها فإنها تكافح هذه الظاهرة دائما وباستمرار عن طريق نقل تلك السيارات وإزالتها، لكنها حلقة مفرغة، فما أن تنظفها البلدية وتخليها تماما لا يمر أكثر من كم شهر حتى تمتلئ مرة أخرى بسيارات أخرى مختلفة أو لعلها نفس السيارات دفع أصحابها المخالفة ورسوم حجزها في كراج البلدية ثم عادوا وخزنوها في نفس المكان، فمهما كانت قيمة المخالفة فهي لا تعادل جزءا بسيطا من قيمة تخزين تلك السيارات.
والكارثة أنها أحيانا كما سمعت من رجل أمن أنها تتحول لأداة لتجار المخدرات والممنوعات لتخزين وتسويق بضاعتهم دون المجازفة بالقبض عليهم.. شلون؟!
يضع بضاعته في السيارة الواقفة في براحة بعيدة جدا عن مكان سكنه وأحيانا في محافظة ثانية ثم يرسل موقعها للزبون بعد قبض الثمن، حيث يذهب ذلك الزبون لالتقاط البضاعة من السيارة المهجورة «ولا من شاف ولا من دري».
والأسوأ من ذلك كله أنها حرمت أهل المنطقة من مكان ومتنفس جميل لهم بتلك البراحات الكبيرة الشاسعة، فحتى لو تركت دون زراعة أو عناية فقط فارغة فهي بمنزلة رئة للمنطقة تتنفس منها مع جيش السيارات الذي يملأ المنطقة وشوارعها وأمام بيوتها.
الحل برأيي هو تسوير أي براحة أو مساحة فارغة في ضواحينا وبين المحافظات فورا بذلك وأدت هذه الظاهرة السلبية من استباحة أملاك الدولة وتحويلها لمخازن سيارات وآليات لبعض الناس. وكذلك فتحت عيون الأهالي عليها لكي يضغطوا على جمعياتهم لإبداء بعض الاهتمام بها أو حتى بعض المبادرات الفردية، فالموضوع ليس مستحيلا فقط زراعة بعض الأشجار المعمرة حولها ثم مسطحات خضراء داخلها (ثيل صناعي أو طبيعي) وبعض الكراسي هنا وهناك.
لكن الخطوة الأولى والأهم هي البدء بتسوير تلك البراحات فورا ليتسنى للأهالي عمل ما يريدون بها أو حتى تركها فارغة لتتحول كما قلت رئة للمنطقة تتنفس منها ويأتيها بعض الهواء العليل منها.
عندما تقترب الطائرة بك من مطار هيثرو في لندن وتنظر للأسفل يلفت نظرك استغلال جميع المساحات الفارغة ببساط أخضر جميل مع كراسي مهما صغرت تلك المساحة حتى أن بعضها لا يتجاوز مساحة غرفة صغيرة.
٭ نقطة أخيرة: الموضوع لعناية وزيرة الدولة لشؤون البلدية الدكتورة الفاضلة رنا الفارس ولمدير عام البلدية م.أحمد المنفوحي نرجوهم بكل الحب والاحترام النظر في هذا الاقتراح خلونا نستعيد براحاتنا التي يحتفظ جيل الطيبين لها بأجمل الذكريات.
ghunaimalzu3by@