نعزي الأشقاء في الإمارات الغالية في وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، سائلين الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
***
أيها القارئ الكريم، كل يوم نفقد عزيزاً، وكل يوم تأخذنا الأيام يميناً وشمالاً، ونتقلب بين الأحزان والأفراح، وبين العسر واليسر، وبين الصعب والسهل، وهذه سنن الله في خلقه، ستجري علينا كلنا.
وعلينا جميعاً أن نأخذ الدرس من كل حدث يعتري حياتنا، فأحداث الحياة دروس مجانية، والحكيم من استخلص تلك الدروس، ولعل حدث «الموت» هو الحدث الأقسى على قلوبنا، وكلنا نتفق على أن «حدث الموت العظيم» يؤلمنا ويزعجنا ويجعلنا نصاب بالحزن على من أخذه ذاك الحدث، ولكن علينا أن ندرك جيداً أن حدث «الموت» يرافقه التحذير الشديد والتنبيه الأشد لكل البشرية.
فذاك الحدث يأتي لكي يقول:
إننا راحلون،
إننا لا ندوم،
إننا لا خلود لنا،
إننا محاسبون،
إننا إلى فناء،
إن لله البقاء،
إن الغني سيرحل،
إن الفقير سيرحل،
إن الحاكم والمحكوم لا دوام لهما،
والرابح من طابت صحيفته عند ربه.
لذا يجب على قلوبنا أن تعي جيدا أن «حدث الموت العظيم» سيطرق جميع الأبواب، ولا مفر ولا هروب منه أبداً، وسوف يلاقيه الجميع، وقد قال سبحانه: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
فالرابح والمحظوظ من جعل صحيفته خالية من كل شيء يُغضب الله، وعاش حياته وهو حريص كل الحرص على «رضا الله» جل في علاه، فالحياة بين لقاء وفراق، وكلنا للفناء، والبقاء لله وحده، وأستذكر بيتاً من الشعر قلته في وقت مضى:
هذه الدنيا فراق ولقاء
الكل فانٍ ولله البقاء
نسأل الله أن يطيل العمر على الطاعة، وأن يكتب لنا رضاه حين يزورنا «حدث الموت العظيم» ويطرق أبوابنا، وبلا شك أن الصالحين لا خوف عليهم من حدث الموت، لأنهم سيقبلون على حياة سعيدة، سعادة ليست بعدها سعادة، ولا نظير لها، بكنف العظيم المتعال الغفور الرحيم -سبحانه-.
***
يقول الله تعالى: (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) «سورة الرحمن».
HaniAlnbhan@