هناك خاطرة سمعتها من أحد شيوخ الدين بجوار مأوى نبينا الحليم الأسبوع الماضي، روايتها عن رسول الله لزمن الفتن، ما ظهر منها وما بطن، تعني آية المنافق ثلاث: «إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر» أو كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولزماننا الحالي أدلة كثيرة ومواقف وفيرة ومواقع تتواصل!
ويجب التمعن فيما يرشد إليه هذا الحديث الشريف عندنا بالذات ما بين الأفراد والجماعات، خلال هذه الأوقات، فهناك مناصب ومؤسسات تجمعها خلافات تخلط الحق بالباطل لكسب الجولات مهما كانت الأدلة والقناعات بكل معانيها!
يخلط الظلم للبريء، والظالم للإفراج المباشر وغير المباشر بلا مبالاة لدرجة تجاهل ما ورد بكتاب الله، وهدي قدوتنا نبي الأولين والآخرين وعدم الرجوع لما ورد فيهما وتفعيل أقوال ما يدعو ديننا إليه رغم أن الظلم ظلمات يوم القيامة! ومثال على غفلة الكثيرين، الجزء الأخير من الحديث «إذا خاصم فجر!» إذ تنتشر الخصومة بفجور وخلط الظالم بالمظلوم وتصدر بها تخريجات ما أنزل الله بها من سلطان خلال الأعوام التالية لكارثة «بعث صدام» كما تابعتها جماهير ديرتنا الوفية الصادقة تعني أمورنا الحيوية، للمؤسسات المعنية، أشدها ظلم المخلص في واجبه، والأمين في موقعه، والوفي لديرته ووطنه! وهناك شواهد كثيرة ومريرة تعني مخلصي الوطن سابقهم ولاحقهم، بلا تبصر ولا إنصاف!
الخصومة توازي فجورها بكل معانيها! فهل لذلك رجل وفيّ رشيد يوقف هذا الزحف الخطير الذي صار كفيروس اشتد تحكماً بجسم الوطن وأهله! كان في السابق متواريا عن الأنظار واليوم برز جهارا نهارا تتابعه كل وسائل الإعلام والأخبار باستباحة، فكل فريق يتربص بالآخر ليدمره وينهبه فجورا وظلما، يرجح كفة الظالم ويضغط على مواقع المظلوم عن رفع الظلم عنه، منصبا أو موقعا أو قياديا، أو حتى شخصا عاديا يتلمس الاستغفار من الخالق العظيم الغفار.
والسؤال المشترك للأمة: أين المفر من هذا الفيروس المستعر؟ طالت أعماركم للوطن الجريح بمثل هذا الظلم الصريح بانتظار فرج خالقنا العظيم العادل بكل أوصافه ونبي الهدى كما بلغنا أوصافه!