ازدهار ونهضة الأمم يكمنان بتلاحم شعوبها وتكاتفها حتى تتوافر عوامل الأمن والاستقرار والعمل الدؤوب بإخلاص وتفان من أجل نموها وتقدمها بين الأمم، وبوحدتنا الوطنية نستطيع سبر كل المعضلات في سبيل نجاحنا في جميع الميادين والوحدة الوطنية هي الحاجز والسد المنيع لأي اعوجاج وبلاء وكوارث طبيعية وبرتق الفتوق والحواشي وسدها من أجل المحافظة على أمنها وسلامتها وهي السياج الآمن لمواجهة التحديات. والكويت هي أرض المحبة والخير والوئام والسلام وتاريخ الكويت المشرف والموثق، حيث قامت منذ نشأتها على سواعد حكامها وأهل الكويت بكل فئاته وطوائفه من سنتها وشيعتها وحضرها وبدوها مع معاناتهم من الظروف المعيشية القاسية وتكبدهم العناء في البحث المستمر عن لقمة العيش الهانئة والكريمة. والتاريخ يشهد على تضحياتهم وبطولاتهم المشرفة من أجل صون سيادة وطنهم وأمتهم ويظهر معدن الشعب الكويتي الأصيل في الشدائد والمحن وبذلهم الغالي والنفيس من أجل حماية أرضهم ووطنهم وما يتصف به الشعب الكويتي من الصفات الكريمة والأخلاق الحميدة وحسن نواياهم الطيبة وعلاقاتهم المسالمة مع الجميع وروحهم المعطاءة وأياديهم البيضاء التي امتدت إلى أقصى بقاع العالم، والكويت بلد الخير والإنسانية والكل يشهد على ذلك، القاصي والداني، وعلى أفعالها النبيلة والطيبة.
الكويت هي الشجرة المباركة والطيبة الوارفة الظلال المتفرعة بأغصانها السامقة وأوراقها الخضراء النضرة وجذورها الضاربة في أعماق الأرض شجرة طيبة مباركة دانية الثمار بفوائدها وعوائدها الكثيرة ولا نجد الراحة إلا بظلها وحمايتنا من العواصف الهوجاء والبلاء ومن هاجرة النهار ونتفيأ جميعنا بظلها الممدود، لذلك علينا العناية بها والمحافظة عليها باستمرار، وتعزيز وحدتنا الوطنية بالتكاتف والتلاحم والتضامن من أجل الاستقرار والأمن والتعاون والانسجام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وديمقراطيتنا ودستورنا وأعرافنا من أجل مصلحة الكويت، فهي الضمان لأمن الكويت واستقرارها، لذا يجب أن تسود العلاقات بين السلطتين بالود والاحترام المتبادل، ومع اقتناعنا بروح الديموقراطية لابد من التعاون، فلا إنجاز يتحقق دون التعاون بين السلطتين، ولا يمكن تأمين الهدوء والاستقرار دون التعاون بينهما واحترام القانون وقواعد العمل البرلماني، ومن أجل مصلحة الكويت قد نحتاج في بعض الأمور والمواقف الى الحزم والصلابة، والدستور الكويتي ينص على أن الأمه مصدر السلطات ممثلة في هيئة نوابها المنتخبين.
والحضارة والنهضة تستندان إلى أركان أساسية لا تنهض الشعوب إلا بها، ويأتي في طليعة هذه الأسس النواحي التعليمية والمعرفية، لذا يجب الاهتمام بالعلم والمعرفة والحرص على تطوير المناهج المدرسية واستحداث مناهج جديدة بما يتناسب مع روح العصر والانفتاح على العلوم التكنولوجية، مع مراعاة كل ما هو ذي فائدة ومنفعة للمجتمع، مع المحافظة على القيم والعادات والتقاليد والاهتمام بقطاع الشباب، فهم عدة المستقبل والثروة البشرية الحقيقية ونعلق عليهم الكثير من الآمال الكبار، ومع المحافظة أيضا على التراث الكويتي وهوية الأجداد والآباء.
بوحدتنا الوطنية نستطيع مواجهة التحديات والأزمات، ونعلم جيدا أن هناك أعاصير تعصف بالمنطقة تحتاج منا الى الكثير من التماسك ونبذ الخلافات والالتفاف حول قيادتنا السياسية بروح الأسرة الواحدة، وقد يحتاج الأمر إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وتثبيت الدعائم الديموقراطية ومواد الدستور، فالكويت أمانة في أعناقنا جميعا حتى تظل بلادنا واحة أمن واستقرار ورافدا للخير والعطاء والسلام، ولمزيد من التقدم والنهضة والمكانة المرموقة بين العالم.
[email protected]