تعتز الكويت وأهلها بقيادة أولوية بلدية للخارطة الخليجية مع نهاية أربعينيات القرن الماضي تفعلت لدخول خمسينياتها وتسلم ريادة مؤسساتها الدستورية الأمير الراحل عبدالله السالم، طيب الله ثراه وجعل جنة الخلد مأواه، زمام أمورها تخطيطا وتنفيذا، ومتابعة للأمور البلدية وما يعني واجباتها اليومية والتنظيمية لأشكال حياة المدن الحديثة ونماذجها المطلوبة وسط إمارة محدودة السكان ومناطق صغيرة داخل سورها، ومثلها خارجه، وثرواتها محدودة مع دراسات اكتشاف كنوزها الأرضية داخل أعماقها للذهب الأسود كما أطلق عليه.
وهكذا تحرك قطار الحياة خطوات لقدوم تلك الخيرات كانت البلدية عنوانا لتلك الحياة، ومرجعا لتحركاتها برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لارتفاع صيتها حتى اليوم، عبر القرون برها وبحرها هو عنوانها البلدي بشهادة زوارها كافة.
ليتها استمرت بتوسع أدائها لبلديات تشمل محافظاتها بعد الاستقلال لترتيب أوراق توسعها بنسيج سكانها وسياسة توزيع خدماتها كما هي مدن العالم الراقي ونجاح جيرانها خليجا عربيا وجزيرة عربها لتفعيل أكثر لمؤسساتها البلدية بدلا من تهميشها الآن بمجلس بلدي محدود الصلاحية! وإدارة عامة بلدية تعاني همومها اليومية وتسمية فسادها «تعز الشاحنات العملاقة عن تحمل فسادها»، رغم جهود فرسانها الأوفياء إدارة ومجلسا للقيام بواجبها المطلوب، كما هي شعارات شبابها الأوفياء في انتخاباتها والمطالبة بعدم تشتيت دورها عبر محافظات الدولة، بتفوق شعاراتها على مشاعر أجيالها.
والمطلوب ردع فيروسات تحبيطها لنصل إلى أفضل البلديات في تقديم الخدمات بمختلف المحافظات عبر مجالسها الاستشارية كما تم في ثمانينات القرن الماضي بمجالس مناطقها وعضوية أركان خدماتها تخفيفا عن بيروقراطية مكاتباتها ما بين أطرافها، علي يد قيادات أبناء وطنها الأوفياء.
ولها نداء كما عهد من حراس أسواقها في القرون الماضية (صاحي) لإعادة تجديد مفاصل مجلسها البلدي وإداراتها التنفيذية للأعمال البلدية كما هي عواصم العالم المتقدم وبلدياته لدلالاتها عن الإدارة اليتيمة حاليا وترهل جهودها بعد التوسع العمراني السكاني ورسومها المتواضعة، طالت أعماركم للأفضل بلديا يا بلدي!