مع تجاوز الغزو الروسي لأوكرانيا الـ 100 يوم، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته الغرب إلى تكثيف إمدادات الأسلحة لبلده لدفع الحرب الطاحنة التي تخوضها مع روسيا إلى «نقطة تحول» تسمح لها بالفوز.
وأضاف زيلينسكي عبر رابط فيديو مخاطبا منتدى غلوبسيك 2022 في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا أن الانقسامات في أوروبا أتاحت لروسيا فرصا تستغلها، لكنه قال إن كييف ممتنة لمساعدة الغرب حتى الآن.
وأعلن الرئيس الأوكراني أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014 في اقليم دونباس شرق البلاد.
وقال زيلينسكي أمام النواب في لوكسمبورغ: «هناك نحو 20% من أراضينا تحت سيطرة المحتلين». ويأتي هذا التصريح بينما تعزز القوات الروسية قبضتها على منطقة دونباس شرقا.
واعتبـــر أن أوكرانيـــا «أصبحت بالفعل عضوا بحكم الأمر الواقع بالاتحاد الأوروبي». وناشد حلفاءه الأوروبيين «يجب أن توقفوا هذا الفرد من تدمير القيم الأوروبية.
إذا لم نتمكن معا من وقف هذا الرجل، فهي إذن ساعات مظلمة. ساعات مظلمة مررنا بها بالفعل في الحرب العالمية الثانية»، وذلك دون أن يشير بالاسم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ميدانيا، تضيق القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في دونباس في اليوم التاسع والتسعين للحرب في أوكرانيا التي قد «تستمر لأشهر كثيرة» على ما حذرت واشنطن.
وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ 3 أشهر تقريبا.
وقال قائد القوات الأوكرانية فاليري زالوجني في بيان صادر عن الجيش فجر أمس: «يسجل الوضع الأصعب في منطقة لوغانسك حيث يحاول العدو السيطرة على مواقع قواتنا».
وأعلن حاكم منطقة لوغانسك الواقعة في حوض دونباس سيرغي غايداي أن «القوات الروسية باتت تسيطر على 80% من سيفيرودونيتسك» فيما المعارك مستعرة.
بحسب كييف، فإن القوات الأوكرانية تحصنت فيها خصوصا في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية، التي سيطر عليها الروس أواخر أبريل، بعد تدميرها.
وأقر زالوجني خلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بورخارد «يتمتع العدو بتفوق عملاني على صعيد القصف المدفعي».
وأكد الجنرال الأوكراني «يطرح ذلك مسألة انتقال قواتنا بأسرع وقت ممكن إلى استخدام أسلحة كتلك المتوافرة لدى حلف شمال الأطلسي. سيؤدي ذلك إلى إنقاذ أرواح».
وتخسر القوات الأوكرانية يوميا ما قد يصل إلى مائة جندي على ما أكد الرئيس الأوكرانـــي فولودوميـــر زيلينسكي في مقابلة مع الوسيلة الإعلامية الأميركية «نيوزماكس» نشرت أمس الأول.
وقال الرئيس: «الوضع في الشرق صعب للغاية (..) نخسر 60 إلى 100 جندي يوميا في القتال فيما يجرح نحو 500».
ولتخفيف تداعيات الأزمة الغذائية العالمية الناجمة عن الحرب، تحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود ولاسيما مرفأ اوديسا (جنوب) المنفذ الرئيسي لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسيين لها في العالم.
من جهة أخرى، حذرت روسيا أمس من أن قرار الاتحاد الأوروبي التخلي جزئيا وتدريجيا عن النفط الروسي ستؤدي على الأرجح إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، ووصفته بأنه خطوة «مدمرة للذات» قد تأتي بنتائج عكسية على التكتل.