خطوة إيجابية قامت بها جمهورية مصر العربية في بناء محطة نووية بمدينة الضبعة في محافظة
مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لتصبح من أولى محطات الطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط عربيا، ومحطة توليد الكهرباء الأولى من نوعها في مصر، بالتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية، والإيجابية تشمل ازدياد التعاون الاستراتيجي بين البلدين من خلال المشروعات المشتركة التنموية الأخرى الجارية بينهما، خاصة فيما يتعلق بضمان الأمن الغذائي واستمرار توريد القمح، حيث تعتبر روسيا الأولى عالميا في صادرات القمح.
مجمل ما يحدث وما يجري من تطورات العلاقة بين البلدين الصديقين هي حركة بناءة و«ضربة معلم» لرجال الدولة المصريين، حيث أثبتوا أنهم يقرأون الساحة الدولية بما يفيد شعبنا العربي هناك من حيث معرفتهم ودرايتهم بواقع تعدد الأقطاب الدوليين القادم إلى العالم.. كل العالم، وهي قراءة حركية واعية على خط التطبيق بما نراه من مشاريع وتعاون مفيد وفي نفس الوقت هي سياسة «حيادية» لا تتدخل ولا تكون طرفا في صراعات تلك الأقطاب الدوليين، فالتعاون مع الروس لا يعني العداوة مع الآخرين.
وهذه إعادة لسياسة «عدم الانحياز» المطلوب اعتمادها على جميع الواقع العربي مع تفجر مواقع الصراع بين الأقطاب الجاري حاليا في أوكرانيا، وواضح أن لسياسة تعدد المحاور التي تنفذها جمهورية مصر العربية في هذه الظروف هو اختيار معقول وسهل وضمان للحفاظ على الاستقرار السياسي واستمرار خطط التنمية، وهذه سياسة واقعية ستكون في نفس الوقت ضمانة للاستقلال الثقافي والديني واللغوي والاقتصادي والسياسي المستقبلي بعيدا عن مشاكل وصراعات الآخرين التي لا تخصنا كـ «عرب» وليست لنا أي مصلحة أو فائدة في أن نكون مع طرف ضد طرف آخر.
مع هكذا مشروع نووي ضخم، فإن القاهرة المحروسة ستضمن التنوع في مصادر الطاقة للدولة مع قدرة توليد عالية، ما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء التي هي أساس لتنمية اقتصادية مستقرة مع استيعاب التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتعزيز البحث والتطوير إلى مستوى المعايير الدولية ولا ننسى زيادة فرص العمل للمصريين، وهذا كله بالمجمل سيدفع عجلة التنمية الاقتصادية والبنية التحتية.
إن سياسة تعدد المحاور بالنسبة لمصر سمحت لها بالحفاظ على الاستقرار، ومن ناحيتنا كـ «عرب» مراقبين للحدث علينا أن نرسل التحية للرجال في جمهورية مصر العربية الذين قرأوا الساحة الدولية بواقعية وربطوا ذلك مع المستقبل التنموي المطلوب حدوثه في كل واقعنا العربي لأن استقرار مصر هو استقرار لكل العرب.