هزت هزيمة يونيو 67 جيوشا عربية بتدبير صهيوني دولي على حساب شعوب تنادي بحرية أقطارها واستقلال أوطانها، وإعادة حقوق أوطان مسلوبة رمزها فلسطين المسلوبة تقسيما وتشريدا وتقتيلا، لاتزال ذيوله مستمرة إلى قروننا الحالية، وكذلك تآمر بلوغ ثرواتنا الوطنية بكل أنواعها بترول وعقول بشرية وثروات مائية (بحرية ونهرية)، وفتن بديلة لحروب تقليدية، وكل ما فوق الأرض، وما تحتها، تستهدف هدم أنظمة ومجتمعات آمنة وصناعات متنوعة تدمر ولا تعمر أخلاقيات أجيال الأمم الإسلامية والمسيحية، واليهودية لصالح مخططاتها، كما هو حال القدس الشريف، رغم دعوة الكتب السماوية الشريفة إلى العدالة والسلام.
ومع هذا تم تحريض الكل على الكل بهدف التشتيت والسيطرة الصهيونية تأكد بذلك ما يدور في أقطار تتشتت وتنهار لخدمة المصالح الصهيونية في أفريقيا وآسيا وأوروبا وغيرها بذات التآمر!
كل تلك النتائج تتواصل منذ كارثة يونيو 1967م باستدراج مصر العروبة وقلعتها الصلبة عبر الدهور والعصور كما عبر عنها زعيمها العملاق الراحل جمال عبدالناصر، طيب الله ثراه وجعل جنة النعيم مأواه، بالتحذير من صهاينة العصر ومن وراءهم.
وقد خلخلت حرب تحرير سيناء وعبور قناة السويس عام 1973 أركان هؤلاء الصهاينة، بسواعد أبطال مصر العمالقة وانتصارهم على طغيان الصهيونية الحالمة بالسيطرة على منابع خيرات خارطة العرب وكسر إرادة العروبة كما هو حاصل اليوم بمسميات «ربيع العرب وتعاسة شعوبها وتدمير مقدراتها، باختراق حدودها ودفن جدودها مؤسسي تزعم وطنيتها دنيا ودين!» فهل من معتصم يلبي صيحته؟! وناصر يحقق طموحاتها وانتصاراتها وردع أخطار تفتيتها وبعثرة أوطانها وتحرير مواطنيها بدولها الحرة المستقرة؟ وتحقيق حلم النصر والناصر، كما نادى بذلك الراحل عبدالناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بالحرب بل أساليب حديثة تغير تأريخها وتقتلع جذورها من أراضي غير المغتصبة اليوم!