صوت الناخبون الفرنسيون أمس في الجولة الأولى من جولتين للانتخابات الشريعية واللتين ستقرران ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون سيحصل على أغلبية كافية في البرلمان أو سينتهي به الأمر دون الدعم اللازم لتنفيذ أجندته الإصلاحية.
وبعد أقل من شهرين من إعادة انتخابه، يواجه ماكرون تحديا قويا من كتلة يسارية موحدة تظهر استطلاعات الرأي أنها قد تحرمه من أغلبية مطلقة حتى لو لم تسيطر على البرلمان.
ودعا ماكرون، الناخبين الفرنسيين إلى منحه «أغلبية ساحقة وواضحة» في مواجهة كل من اليمين المتطرف واليسار المتشدد اللذين يعتبرهما ماكرون بمنزلة «الفوضى» لبلاده.
ويختار الفرنسيون كل أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 577 نائبا في هذا الاقتراع الذي يجري في دورتين، حيث ستنظم الدورة الثانية الأحد المقبل 19 الجاري.
ويتوقع مطلعون من داخل الحكومة أداء ضعيفا في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون (معا) وامتناع أعداد قياسية من الناخبين عن التصويت، اذ تأمل كتلة جان-لوك ميلونشون اليسارية المتشددة في الاستفادة من الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ائتلاف «معا» الذي يدعم ماكرون وهيمن على الجمعية الوطنية المنتخبة في 2017، والتحالف الانتخابي اليساري بقيادة جان لوك ميلانشون، متعادلان في نوايا التصويت.
وسيأتي في المركز الثالث الحزب اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبن التي وصلت إلى الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل الماضي، متقدما بذلك بفارق كبير على اليمين التقليدي الذي فقد موقعه كأول قوة معارضة.
كما تظهر استطلاعات الرأي أن لوبن قد تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية من الجولة الأولى مباشرة من خلال الحصول على أكثر من 50% من الأصوات.
وبالتالي، يرجح أن تؤكد هذه الانتخابات التشريعية إعادة التشكيل الواسعة للمشهد السياسي في فرنسا الذي بدأ مع انتخاب ماكرون في 2017
وقال ميشيل جيبوز (71 عاما) بعد التصويت لكتلة ميلونشون في مركز الاقتراع الواقع في مجلس مدينة الدائرة 18 في باريس «قمت بالتصويت لصالح الأمل... ولذلك ليس لرئيسنا الحالي.
واضاف «نحن بحاجة للتخلص منهم (حزب الرئيس). هذا هو الأمل الأخير للبقاء في ديموقراطية، أو ما تبقى منها».
بينما قال إيفان وارين، الذي منح صوته لماكرون في الانتخابات الرئاسية، إن من المهم أن يحصل الرئيس على الأغلبية.
وأضاف عالم الكمبيوتر البالغ من العمر 56 عاما «من المهم بالنسبة لي أن تكون لدينا حكومة قوية، مما يسمح لنا بتمثيل فرنسا بأكثر الطرق فعالية».
وقال مصدر حكومي لرويترز «نتوقع جولة أولى صعبة، لكننا نعتمد على الجولة الثانية لإظهار أن برنامج ميلونشون خيالي».
وتظهر التوقعات الآن أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، قد لا يحققون أغلبية 289 مقعدا. وسيتطلب ذلك منه السعي إلى التعاون مع أحزاب متنافسة.
ويتنافس نحو 14 وزيرا من حكومة ماكرون في سباقات محلية وقد يفقدون وظائفهم إذا فشلوا في الفوز بمقاعد.